الصوم والصيام

Albaaj1019 أكتوبر 2024آخر تحديث :

يتصدى بعض سطحيي العلم والثقافة، والمعرفة باللغة العربية، والحديث النبوي، والقرآن الكريم للفتوى، بأمور اللغة، بعد أن يفطنوا لأمر، يظنون أنهم سبقوا به الأولين والآخرين، وأنهم اخترعوا في أمر اللغة، ما لم يستطعه الأوائل، وارثين من الأعمى قوله:

وإني وإن كنت الأخير زمانه    ////    لآت بما لم تستطعه الأوائل.

وليتهم استفادوا مما قاله البصير:

قل لمن يدعي في العلم معرفة    ////    علمت شيئا وغابت عنك أشياء

فقد انبرى أحدهم عبر منبر الإعلام (المتاح لكل صاحب بدعة وضلالة) إلى القول:

(إن الصوم والصيام مختلفان جملة وتفصيلا، وإن الصيام هو ما يكون في شهر رمضان، أما الصوم فيكون في غير شهر رمضان، ويكون الصوم بمعنى الإمساك والامتناع عن أمور أخرى، غير الطعام والشراب، كالصوم عن الكلام، وأن المنسك الشرعي الخاص بالمسلمين هو الصيام، ولا يجوز أن نطلق عليه اسم الصوم، وأن الدليل على قوله أن القرآن الكريم لم يذكر كلمة الصوم، بمعنى منسك الصيام عند المسلمين أبدا).

وقد غفل المدعي أن للصوم والصيام أصلا واحدا، وفعلهما واحد وهو: صام يصوم، واسم الفاعل منهما واحد أيضا، وهو: صائم، فتقول العرب: صام صوما وصياما فهو صائم.

ولكن للصيام دلالة إضافية بسبب زيادة المبنى، فأصبح يطلق على النسك الشرعي للمسلمين، للتنبيه على أنه يشمل أمورا أخرى، يجب على المرء أن يمسك عنها، وليس أمرا واحد فقط، دون أن ينصرف مصدر الصوم إلى أمر آخر، فاللفظان إن اجتمعا تفرقا، ودل لفظ الصيام على معنى إضافي، وإن تفرقا اجتمعا، ودل كل منهما على الآخر، كالفقراء والمساكين.

أما عدم ورود لفظ الصوم في القرآن، بمعنى منسك الصيام عند المسلمين، فهو حجة الجهال، لأن الأصل أن القرآن حجة إثبات لا حجة نفي، لأنه لم يحط بكل ألفاظ العرب، واستخداماتهم وتركيباتهم، وإلا لألغينا كل لفظة عربية، لم يذكرها القرآن، وما أكثرها!

وقد ثبت ورود لفظ الصوم على لسان الصادق المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم، بمعنى صيام رمضان المنسك كثيرا، ومنها قوله: (بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ). رواه البخاري.

المعتصم بالله البعاج

اقرأ أيضا:

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.