فليتك تحلو والحياة مريرة

Albaaj1019 أكتوبر 2024آخر تحديث :

لما أسر العدو أبا فراس الحمداني، وكان مقاتلا شجاعا، أبطأ سيف الدولة الحمدانية، – وهو ابن عمه – في فدائه، فأرسل له هذه القصيدة يستعطفه بها، من جملة قصائد استعطاف كثيرة، كتبها في الأسر.

أمَا لِجَمِيلٍ عِنْدَكُنّ ثَوَابُ //// وَلا لِمُسِيء عِنْدَكُنّ مَتَابُ؟
إذا الخِلّ لَمْ يَهْجُرْكَ إلاّ مَلالَة ////  فليسَ لهُ إلا الفراقَ عتابُ
بِمَنْ يَثِقُ الإنْسَانُ فِيمَا يَنُوبُهُ ////  وَمِنْ أينَ للحُرّ الكَرِيمِ صِحَابُ؟
وَقَدْ صَارَ هَذَا النّاسُ إلاّ أقَلَّهُمْ ////  ذئاباً على أجسادهنَّ ثيابُ
تغابيتُ عنْ قومي فظنوا غباوة ////  بِمَفْرِقِ أغْبَانَا حَصى ً وَتُرَابُ
وَلَوْ عَرَفُوني حَقّ مَعْرِفَتي بهِم////   إذاً عَلِمُوا أني شَهِدْتُ وَغَابُوا
وَمَا كُلّ فَعّالٍ يُجَازَى بِفِعْلِهِ ////  ولا كلِّ قوالٍ لديَّ يجابُ
إلى الله أشْكُو أنّنَا بِمَنَازِلٍ ////  تحكمُ في آسادهنَّ كلابُ
أنا الجارُ لا زادي بطيءٌ عليهمُ ////  وَلا دُونَ مَالي لِلْحَوَادِثِ بَابُ
وَلا أطْلُبُ العَوْرَاءَ مِنْهُمْ أُصِيبُهَا ////  وَلا عَوْرَتي للطّالِبِينَ تُصَابُ
وَأبطَأ عَنّي، وَالمَنَايَا سَرِيعة ٌ ////  وَلِلْمَوْتِ ظُفْرٌ قَدْ أطَلّ وَنَابُ
فأَحْوَطَ لِلإسْلامِ أنْ لا يُضِيعَني ////  ولي عنهُ فيهِ حوطة ٌ ومنابُ
ولكنني راضٍ على كل حالة ////   ليعلمَ أيُّ الحالتينِ سرابُ
وما زلتُ أرضى بالقليلِ محبة ////   لديهِ وما دونَ الكثيرِ حجابُ
وَقد كنتُ أخشَى الهجرَ والشملُ جامعٌ////  وفي كلِّ يومٍ لقية ٌ وخطابُ
فكيفَ وفيما بيننا ملكُ قيصرٍ ////  وَللبَحْرِ حَوْلي زَخْرَة ٌ وَعُبَابُ
أمنْ بعدِ بذلِ النفسِ فيما تريدهُ ////   أُثَابُ بِمُرّ العَتْبِ حِينَ أُثَابُ؟
فَلَيْتَكَ تَحْلُو، وَالحَيَاة ُ مَرِيرَة ٌ////   وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ
وَلَيْتَ الّذي بَيْني وَبَيْنَكَ عَامِرٌ ////  وبيني وبينَ العالمينَ خرابُ
فإن صح منك الود فالكل هين////   وكل الذي فوق التراب تراب

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.