أخرج ابن حجر العسقلاني، في كتابه هداية الرواة، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إذا أكَلَ أحدُكم طَعامًا، فلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بارِكْ لنا فيه، وأطْعِمْنا خَيرًا منه، وإذا سُقيَ لَبَنًا، فلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بارِكْ لنا فيه، وزِدْنا منه، فإنَّه ليس شَيءٌ يُجزِئُ من الطَّعامِ والشَّرابِ إلَّا اللَّبَنُ).
فما سر اللبن الذي نسميه نحن: (الحليب)، الذي ميزه رسول الله صلى الله عليه وسلم، على كل الطعام سواه.
قبل أن ننتقل إلى فوائد الحليب للكبار، لا بد أن نتذكر، أن أول ما ينمو به جسم الإنسان، هو حليب أمه، الذي لا بديل عنه إطلاقا من سائر الطعام.
ينصح الأطباء بشرب كوب من الحليب يومياً، لأن ذلك يساعد على تقوية المناعة، وحماية العظام وغيرها، حيث يحتوي الحليب على مجموعة هائلة من الفيتامينات والمعادن، مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والفسفور وفيتامين (د)، فضلا على أنه غني بالبروتين المهم للصحة.
وهذه بعض فوائد الحليب:
النوم: يساعد تناول الحليب قبل النوم على التمتع بنوم هادئ، حيث أكدت الدراسات أن تناول الحليب الدافئ، يساعد على تعزيز القدرة على النوم والاسترخاء، ويرجع ذلك إلى أنه يحتوي على مركبات كيميائية مثل التريبتوفان والميلاتونين، التي تساعد على الاسترخاء بشكل أفضل، وعلى النوم الجيد.
المزاج: تناول الحليب الدافئ يعمل على تعديل الحالة المزاجية والنفسية، فهو يحتوي على فيتامين (د)، الضروري لإنتاج هرمون السيروتونين، المسؤول عن تعديل المزاج، والتخلص من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب.
الإجهاد: تناول كوب من الحليب الدافئ يقلل من الإجهاد، فهو يعمل على تهدئة الجسم، والتقليل من التوتر، ويساعد على ارتخاء العضلات، لغناه بالفيتامينات والمعادن، التي لها دور كبير في تهدئة الأعصاب والعضلات، مما يطرد الشعور بالإجهاد.
تقوية العظام: تناول كوب من الحليب يوميا، يساعد على تعزيز صحة العظام، لأنه غني بالكالسيوم والبوتاسيوم والفسفور، وجميعها من العناصر المهمة للعظام، التي تساعد على الوقاية من أمراض العظام، ومنها هشاشة العظام.
تقوية المناعة: كوب واحد من الحليب يحتوي على حوالي 8 جرامات من البروتين، ولهذا فإنه يساعد على تقوية المناعة، والعمل على حماية خلايا الجسم، والبروتين الذي يقدمه الحليب، يوفر للجسم جميع الأحماض الأمينية الأساسية.
التقليل من مخاطر السمنة: كوب من الحليب اليومي، يساعد على التقليل من مخاطر الإصابة بالسمنة، لأنه يحتوي على نسبة عالية من البروتين، التي تساعد على الإحساس بالشبع لفترة طويلة، مما يساعد على حرق الدهون بالجسم.
علاج حرقة المعدة: يساعد الحليب على التخلص من حرقة المعدة، فله تأثير في تلطيف بطانة المعدة والمريء، مما يقلل من الإحساس بالحرقة، والتخلص من الألم الناتج عنها.
صحة القلب: يحتوي الحليب على البوتاسيوم، وهو عنصر جيد لتوسيع الأوعية الدموية، مما يقلل من نسبة ضغط الدم المرتفع، فضلا على أنه يقلل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية وأمراض الأوعية الدموية، ولكن مع عدم الإفراط في تناول الحليب، حيث يحتوي على نسبة من الدهون المشبعة.
ترطيب الجسم
يعتقد الكثيرون أن شرب الماء هو الذي يمنح الجسم الرطوبة الكافية التي يحتاج إليها، ويجعله أكثر ترطيبا، وهو الأمر الذي نفته دراسة حديثة، أكدت أن الماء في رطوبة الجسم، يأتي خلف الحليب، والعصائر الطبيعية.
فقد أكد الباحث بمدرسة الطب (سان أندرو) باسكتلندا، رونالد موجان، أن اللبن مرطب للجسم أكثر من الماء وحده، نظراً للمغذيات التي يحتوي عليها، من مركب “اللاكتوز” وغيره، التي تبطئ مرور الماء بين المعدة وبقية الجسم، وهو ما يجعل الحليب يبقي فترة أطول في الجسم، كما أن وجود الصوديوم، يقلل من كمية البول المفرج عنه، وهو ما يحفظ الماء في الجسم لفترة أطول.
ولكن موجان وفريقه البحثي أكدوا في الوقت نفسه، أن استهلاك كمية كافية من الماء، ضرورية لبقائنا، ولاستمرار كفاءة عمل بعض أعضاء الجسم بشكل جيد.