لماذا يجب على أبنائنا، أن يبادروا إلى احترام أنظمة السير؟
وهل يكفي أن نحذرهم، من أن هناك قانونا رادعا، ونقاطا مرورية صارمة؟
وكم من الشباب المراهقين – السائقين حديثا – خضعوا لمحاضرات، أو برامج توعية مرورية، توضح أثر عدم الالتزام، بقواعد السير والمرور؟
ألم نلاحظ في بعض الأحيان، أن حركة السير تكون آمنة مطمئنة، في بعض الطرقات، حتى يتصدى لصفاء الناس وهدوئهم، سائق أرغن طائش، فيتبعه الكثيرون؟
إن لدينا الحل لكثير من مشكلات الطريق، في هذا السلوك الأخير، إذا أحسنـَّا استثماره، وتوجيهه التوجيه السليم، فالعدوى في السلوكيات الخاطئة، لا تفوق دائما، العدوى في السلوكيات السليمة، خاصة إذا استطعنا، أن نلمس موطن الحساسية لدى شبابنا، وربـَطنا السلوكَ القويم في الطريق، بحب الوطن، والأسرة، والأهل، وأن عدم الالتزام، من قبل الآخرين، يعد إساءة لنا ولمكانتنا، وأن الغريب يقلد صاحب الدار، فإن كان سويا، لم يجد الضيف سبيلا إلا الالتزام، وإن كان مهتزا، منح الفرصة للآخرين للعبث به وبوطنه.
كثير من أبنائنا غير الملتزمين، يتحولون بشكل آلي، إلى سائقين مثاليين، عندما يسافرون إلى بعض البلاد الأجنبية، وإذا حدثهم أحد بذلك، قالوا: إن الوضع العام، في تلك البلاد، والتزام أهلها بالقانون – الموجود شبيهه عندنا – أجبراهم على ذلك، فلماذا لا نجبر نحن، من يأتينا على تقليدنا، باحترام قوانينا.
أسوأ من ذلك: أن يأتينا أناس، من بلاد ملتزمة سلوكيا، بتطبيق قانون المرور، فإذا تربع خلف المقود، ترك التزامه في بلاده، وقلد الناس في بلادنا، وأصابته عدوى عدم الالتزام.
قديما روى تراثنا: أن رجلا كريما صالحا، هاجر إلى قرية، اشتهر أهلها بالبخل، وظل مقيما زمنا، حتى توفاه الله، وبعد ذلك زارها رجل كان يعرف طباع أهلها، قبل زيارة الرجل الصالح، فأدهشه كرمهم وحسن وفادتهم، فما برح حتى علم، أن عدوى التخلق، أصابت أهل القرية، لما وجدوه من الرجل الصالح، من ثبات وقوة على الحق.
وحديثا روى إخوة لنا، زاروا السويد، أنهم ركبوا سيارة الأجرة من المطار، فلما استقروا جميعا في أماكنهم، تعجبوا لعدم تحرك السائق بالمركبة، حتى ألزمهم جميعا، بربط حزام الأمان، فلما قادوا مركبة مستأجرة بعد ذلك، كان سلوك سائق مركبة الأجرة نصب أعينهم، وما كان لهم إلا أن يقلدوه، بسلوكه الملتزم.
فهل لنا، أن نطلب، من كل من نحب، ويجلس خلف المقود، أن يقلدنا؟