حين يتبادر إلى الأذهان قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “ليس الشديد بالصرعة” لابد أن تستيقظ معه همة التفكر والتدبر، فيما يحيط بنا من أحداث وتغيرات وأفعال، وردود أفعال لندرك حقاً: “إنَّما الشَّديدُ الَّذي يملِكُ نفسَهُ عندَ الغضبِ”، لأن تليين الشدة وضبطها أشد من الشدة نفسها.
حدثني صديقي أبو عمر، أنه كان متهوراً في قيادة مركبته، يسابق نفسه، إذا لم يجد من يسابقه، غير آبه بالمغامرة بأعز من يملك، حتى أدبه أصغر أبنائه بكلمات عفوية، ولكنها كانت كالصاعقة، فامتثل بعد ذلك لنداء عقل برعمه الذي لم يتجاوز الرابعة.
فقد خرج مرة في رحلة مع عائلته، التي رباها على فلسفة السبق والتفوق في قيادة المركبة، فدعاه ابنه الأكبر إلى بدء سباقاته فإذا بالبرعم الصغير يقول لأخيه الأكبر: “تريد أن يموت باباِ”؟! فتلقف ضميره هذه الكلمة ليقول له: “هو يخاف عليك وأنت لا تخاف عليه”؟!
المعتصم بالله البعاج