كاتب العدل؟ أم الكاتب العدل؟ أم الكاتب بالعدل؟

Albaaj1016 أكتوبر 2024آخر تحديث :

الكاتب بالعدل

 ثلاثة أسماء تطلق على مسمى واحد، يختلف من دولة إلى أخرى، وكلها صحيحة في معانيها، ولكن أيها الأصح فيما ترمي إليه؟ وتؤدي المعنى الذي يريده، من كلف هذا الموظف؟ وقلده منصبه.

هذه الأسماء تطلق على موظف من موظفي المحاكم، مهمته أن يعتمد ويصدق ما يتفق عليه طرفان، أو ما يقر به أحدهما، لصالح الآخر، تحت سمع هذا الموظف وبصره، ليحمل المتخاصمون لاحقا ـ إن اختفلوا ـ شهادة هذا الموظف، على أن هذا الأمر كان بحضوره وشهادته، ولا يتحمل هذا الموظف صحة المعلومات الواردة في الوثيقة، بل يتحملها من شهد بها، وليس بالضرورة، أن يكون كل ما يكتبه صحيحا، ولا يشترط فيه العلم والفقه، الذي يحول دون أن يخطئ، بل ليس شرطا أن يكون هو قاضيا عادلا، لأنه لن يحكم بين شخصين، بل يدون ما يقران هما به فقط.

أما كاتب العدل: فهو شخص يكتب أمورا حقيقية عادلة، فالعدل أصبح هاهنا صفة المكتوب، لا صفة الكاتب، بغض النظر عمن يكتب له، أو يكتب بأمره.

وأما الكاتب العدل: فهو الشخص العادل، الذي لا يصدر عنه إلا العدل، في الكتابة، والصدق في القول، وهو عادة ما يكون قاضيا، يتوخى الحذر والدقة، في كل ما يكتب ويقول، مخافة أن يصدر عنه، ما لا يتناسب مع عدله الذي اتصف به.

ونأتي إلى الاسم الأخير، وهو الكاتب بالعدل وهو الأقرب لعمل هذا الموظف، وهو الكاتب الذي يكتب ما يكتب مدفوعا بالعدل، وليس بالضرورة أن يكون عادلا بذاته، ولا أن يكون ما يكتبه عدلا، فهو يكتب من منطلق العدل، ما يتفق عليها الطرفان، وهو المسمى الذي استخدمه الله سبحانه وتعالى، لوصف من يؤدي هذه المهمة.

قال الله تعالى، في آية الدين: (282)، من سورة البقرة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ….}.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.