لا تقل: أنشدتك بالله وقــل: نشدتك الله

Albaaj1015 أكتوبر 2024آخر تحديث :

 

على الرغم من أن الأصل اللغوي للكلمتين واحد، فإن لك منهما معنى مختلفا عن الآخر، في الصورة المركبة الجديدة، وهو ما ترتب عليه معنى اصطلاحي جديد، وأصبح المعنى في: (نشدتك الله، وأنشدك الله وبالله، وناشدتك الله وبالله)، أي أسألك بالله وأجعل الله شاهدا.

روى البخاري عن أنس بن مالك: (بينما نحن جلوسٌ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في المسجدِ، دخل رجلٌ على جَمَلٍ، فأناخه في المسجدِ ثم عَقَلَهُ، ثم قال لهم: أَيُّكم مُحَمَّدٌ؟ والنبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مُتَّكِىءٌ بين ظَهْرَانِيهِم، فقلنا: هذا الرجلُ الأبيضُ المُتَّكِىءُ، فقال له الرجلُ: ابنُ عبدِ المُطَّلِبِ؟ فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: قد أَجَبْتُكَ، فقال الرجلُ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: إني سائِلُكَ فمُشَدِّدٌ عليك في المسألةِ، فلا تَجِدْ عَلَيَّ في نفسِكَ، فقال: سَلْ عما بَدَا لك، فقال: أسألُكَ بربِّكَ وربِّ مَن قَبلَكَ، آللهُ أرسلَكَ إلى الناسِ كلِّهِم؟ فقال: اللهم نعم، قال: أَنْشُدُكَ باللهِ، آللهُ أمَرَكَ أن نُصَلِّيَ الصلواتِ الخَمْسَ في اليومِ والليلةِ؟ قال: اللهم نعم، قال أَنْشُدُكَ باللهِ، آللهُ أمَرَكَ أن نصومَ هذا الشهرَ من السنةِ؟ قال: اللهم نعم، قال: أَنْشُدُكَ باللهِ، آللهُ أمَرَكَ أن تأخذَ هذه الصدقةَ من أغنيائِنا فتَقْسِمَها على فقرائِنا؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: اللهم نعم، فقال الرجلُ: آمَنْتُ بما جِئْتَ به، وأنَا رسولُ مَن ورائِي من قومي، وأنَا ضِمَامُ بنُ ثَعْلبةَ، أخو بني سعدِ بنِ بكرٍ).

وجاء في اللسان: يقال نشد ينشد فلان فلانا إذا قال نشدتك بالله والرحم وتقول ناشدتك الله، وفي المحكم نشدتك الله نشدة ونشدة ونشدانا استحلفتك بالله وأنشدك بالله إلا فعلت أستحلفك بالله ونشدك الله أي أنشدك بالله وقد ناشده مناشدة ونشادا، وفي الحديث (نشدتك الله والرحم أي سألتك بالله والرحم) يقال نشدتك الله وأنشدك الله وبالله وناشدتك الله وبالله أي سألتك وأقسمت عليك ونشدته نشدة ونشدانا ومناشدة فأما أنشدتك بالله فخطأ، لم تستخدمه العرب، وأجازه بعض المتأخرين، ولكنه خلاف الأولى والأفصح.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.