لا تقل: البؤساء الفقراء وقل: البائسون والبُـؤَّس الفقراء

Albaaj1015 أكتوبر 2024آخر تحديث :

استخدام كلمة: (البؤساء)، ترجمة لكلمة (البائسين) في قصة: (البائسين) المشهورة، لمؤلفها فيكتور هوجو، هو الذي رسخ هذا الخطأ في نفوس المثقفين، فصار الناس يتداولون الاسم، حسب ما جاء في الترجمة وهو: قصة (البؤساء).

كما التبس الأمر على الأكثر ثقافة، فقاسوا في جمعهم: (بائسا على بؤساء) على جمع العرب جمعا شاذا: (شاعرا على شعراء)، و(فاضلا على فضلاء)، وفاتهم أن العرب إنما جمعت شعيرا على شعراء، ولم تجمع شاعرا على شعراء، وفضيلا على فضلاء، ولم تجمع فاضلا على فضلاء، وإنما استخدمت شاعرا، وتركت استخدام شعير، كي لا يلتبس مع الشعير الحبوب، وجمع الفضيل فضلاء، وجمع الفاضل فاضلون.

والبؤساء في لغة العرب جمع بئيس، (وهو الشجاع)، وليس جمع (بائس)، وهو الفقير الحزين.

والبئيس هو الشديد، وقد قال الله تعالى:{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}.

أما البائسون فهي جمع بائس، ومنه قول الله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}.

وجاء في اللسان: الرجل يبأس بؤسا وبأسا، إذا افتقر واشتدت حاجته، فهو بائس أي فقير.

ومما جاء في الأثر في البئيس بمعنى الشديد والقوي، ما رواه الطبري في التاريخ: (وقد كان ابن الأشتر جعل على مقدمته الطفيل بن لقيط وكان شجاعا بئيسا)، وقول المتنبي:

في خميس من الأسود بيئس                         يفترسن النفوس والأموالا

كما يجمع البائس على وزن فـُعـَّل، فيكون (بـُـؤَّس)، مثل: (راكع ورُكـَّع)، و(ساجد وسـُـجـَّد)، ومن الأثر ما قاله ابن بري:

ترى سواه قيما وجلسا                         كما رأيت الأسفاءَ البـُـؤَّسا

وقول الشاعر مرتجزا:

   يا صاحبي ارتجلا ثم املسا                            لا تحسبا لدى الحضين محبسا

إن لدى الأركان بأسا بـُـؤَّسا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.