قل: أعلن المدير الخطة الجديدة.
ولا تقل: أعلن المدير عن الخطة الجديدة.
الفعل (أعلن)، فعل متعد إلى مفعول به، ولا يحتاج إلى حرف الجر لتعديته، وليس فعلا لازما، يستغني عن المفعول به، بحرف الجر.
ومن الخطأ والركاكة البلاغية، إقحام حرف الجر: (عن)، بين الفعل: (أعلن) ومفعوله، كما تعود كثير من الكتاب، فينقلون الفعل من حالة التعدي، إلى المفعول به: (أعلن المدير الخطة الجديدة)، إلى حالة اللازم، المتعدي بحرف الجر، فيقحمون حرف الجر (عن)، قبل المفعول به: (أعلن المدير عن الخطة الجديدة).
جاء في معاجم اللغة: العلان والمعالنة والإعلان المجاهرة، علن الأمر، يعلن علونا، ويعلن وعلن يعلن علنا وعلانية، إذا شاع وظهر، واعتلن وعلنه وأعلنه وأعلن به.
والإعلان في الأصل إظهار الشيء، والمعالنة إذا أعلن كل واحد لصاحبه، ما في نفسه، ويقال: يا رجل استعلن أي أظهر، واعتلن الأمر إذا اشتهر، والعلانية ظهور الأمر، وعلونت الكتاب، إذا عنونته.
جاء في محكم التنزيل: {وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ}.
وقال تعالى: {لاَ جَرَمَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ}.
وقال أيضا: {وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ}.
وجاء في الحديث، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ جِبريلَ أتاني، فأمَرَني أنْ أُعلِنَ التَّلبيةَ).
وفي حديث عبد الله بن الزبير، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (أعلِنوا النِّكاحَ)، أي أظهروه.
ويروى أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ اللهِ إني لا أدعُ مجلسًا جلستُه في الكفرِ، إلا أعلنت فيه الإسلامَ، فأتَى المسجدَ، وفيه بطونُ قريشٍ متحلقةً، فجعل يُعلنُ الإسلامَ، ويشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وأن محمدًا رسولُ اللهِ.
وروي عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنه قال: (في كلِّ صلاةٍ قراءةٌ، فما أعلن رسولُ اللهِ، صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، أعلنَّا لكم، وما أَخْفَى علينا، أخفَيْنا عنكم).