لا تقل: نقدم تجربة رائعة للمتعاملين.
وقل: نقدم خدمة رائعة للمتعاملين، أو نقدم خبرة رائعة للمتعاملين، أو نقدم ممارسة رائعة للمتعاملين، أو نقدم معلومات رائعة للمتعاملين.
يتأثر بعض محرري المحتوى الإعلامي والإعلاني، بلهجاتهم المحلية، وينقلونها بشكل عفوي لكتاباتهم التحريرية، غافلين عن أن اللهجات العربية الحديثة، انحرفت وحادت عن الصواب، في كثير من الاستخدامات، وليست كاللهجات القديمة، المستمدة لفظا واصطلاحا وكتابة، من اللغة العربية الفصيحة.
ومن الألفاظ المنقولة، من الاستخدام الشعبي، إلى الاستخدام الفصيح كلمة (تجربة)، فتجد الكاتب يتفنن في نقشها، ويتحدث عن تقديم الجهة المروجة للخدمة تجربة جميلة للناس، أو تجربة سيعيشها المشتري بقية عمره، وكأن الناس حقول تجارب دائمة.
وكما استخدموا كلمة التجربة، بمعنى الخدمة، سواء أكانت دائمة، أو مؤقتة، استخدموها كذلك بمعنى المحاولة، والسعي والاجتهاد والمعلومات.
فالتجربة هي عمل يعمله المجربُ للوصول إلى معلومات ونتائج، تزيد من حصيلته العلمية والمعرفية، وتنتهي التجربة بالوصول إلى النتيجة، ويمكن تكرارها، كلما جد جديد، أراد المجرب، أن يعرف أثره أو للمقارنة مع آخر، لم يكن ضمن مفردات التجربة الأولى.
وقد جاء في الحديث النبوي الشريف: (لا حَليمَ إلَّا ذو عَثْرةٍ، ولا حَليمَ إلَّا ذو تَجرِبةٍ)، وهو الذي يستنبط العبرة، من تجاربه في الحياة.
فيمكننا أن نسأل شخصا: كيف كانت تجربتك مع المترو مثلا؟ أو المواصلات العامة، أو وسائل النقل البحري، أو أي نوع من أنواع التاكسي، إذا كان قد استخدمها في سبيل التجربة، وللوصول إلى نتيجة ومعلومات معينة، مثل المقارنة بينها لمعرفة الأسرع، أو الأكثر هدوءا، أو الأيسر في التعامل.
فالممارسة هنا كانت بقصد الوصول لمعلومات، وربما تكون التجربة دون قصد مسبق، فتكون المرة التي استخدمها فيها بقصد الوصول، قد أعطته خبرة ناتجة عن تجربتها، كأن يقول جربت وسائل النقل كلها، فوجدت المترو أسرعها، ولكن هذه التجربة، لا يمكن أن تكون متكررة كل يوم، فعندها تكون خبرات متراكمة، نتيجة تلقيه خدمات متنوعة، وليست تجارب متراكمة، نتيجة فعل يكرره كل يوم.