لا تقل: نريد مسميات للمشروعات.
وقل: نريد أسماء للمشروعات.
الاسم والمسمى متلازمان، فإذا خطر في البال أحدهما، خطر الآخر، ولا يمكن الفصل بينهما.
ولكن ذلك لا يعني أن لفظة اسم، تعني لفظة مسمى، فالاسم هو السمة، التي أطلقت على المسمى لتعريفه، فلا اسم دون مسمى، ولا يعرف المسمى إلا بالاسم.
والاسم لفظ يدل على معنى محدد، واختلف العلماء في أصل اشتقاقه فقال بعضهم: الاسم من السمة، وهي العلامة، وقال بعضهم: من السمو وهو العلو وتصغيره (سُمَيٌّ).
والاسم هو اللفظ الدال على المسمى، والمسمى هو المدلول عليه، فلا يصح أن يكون أحدهما، هو الآخر في المعنى؛ أما التسمية فهي إطلاق الاسم على المسمى.
وتنشأ بين المسمى والاسم علاقة وثيقة، قبل إطلاق الاسم وبعده، حتى كأن المسمى يأخذ من اسمه، حتى قال العرب:
(لكل امرئ نصيب من اسمه).
وقال الشاعر:
(وقلَّ أن أبصرتْ عيناك ذا لقب // إلا ومعناه إن فكرتَ في لقبه)
وكان رسول الله يحب الاسم الحسن، ويتأول من الأسماء الحسنة معاني حسنة، وتفاؤلا واستبشارا، ويأنف من الاسم القبيح، حتى أنه كان يغير أسماء بعض أصحابه، ممن حملوا أسماء غير جميلة.
وهناك ترابط كبير بين الأسماء ومسمياتها، حتى أن إياس بن معاوية، كان يرى الشخص، فيقول: (ينبغي أن يكون اسمه كذا وكذا) فيكون كما قال.
ولما قدم النبي المدينة المنورة – زادها الله نورا – غير اسمها من يثرب، (من التثريب) إلى طيبة الطيبة، فكانت بعده، من أطيب بقاع الأرض، حتى يوم القيامة.
وإذا كان للأشياء أربع درجات للوجود، فللاسم منها أكثر من نصيب، فالوجود يكون وجودا عينيا، ووجودا ذهنيا، ووجودا في اللسان، ووجودا في الكتب والسجلات، وقد حاز الاسم الوجودين الأخيرين.
ومما جاء في كتاب الله، عن اختلاف معنى الاسم عن المسمى:
{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}.
ومما جاء بمعنى السمة والتحديد قوله:
{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى}.