لا تقل: حضرت ساعة قبل الموعد.
وقل: حضرت قبل الموعد بساعة.
بعض محرري الأخبار، راق لهم تقليد فئة معينة من محرري الرياضة، متأثرين باللهجة اللاتينية، فقدموا وأخروا في ألفاظ الكلام، وحسبوا ذلك رنينا موسيقيا جميلا، ولكنهم أضاعوا بوصلة الزمان والمكان معا، دون أن يدروا.
فقد دأب هؤلاء على تقديم الزمان المحدد مثل: (ساعة أو 20 دقيقة أو يوما أو غير ذلك) على الزمان المطلق مثل: (بعد وقبل) فقلبوا المعنى، الذي يترتب على الكلام، إلى معنى غير الذي أرادوه.
فقولهم: (حضر اللاعبون إلى الملعب ساعتين قبل المباراة)، تعني أنهم حضروا إلى الملعب لمدة ساعتين، قبل موعد المباراة، سواء كان هذا الحضور قبل المباراة بفترة قصيرة، أو قبلها بفترة طويلة، فلو كانت المباراة الساعة الرابعة عصرا، فربما كان حضورهم من الساعة الثانية إلى الساعة الرابعة عصرا، أي قبل موعد المباراة مباشرة، وربما كان من الساعة الثانية عشرة ظهرا إلى الساعة الثانية، ثم غادروا، وعادوا وقت المباراة، فالمهم في الجملتين، أنهم حضروا لمدة ساعتين، دون تحديد وقت الساعتين، إلا أنهما سبقتا المباراة.
أما حين يقولون: (حضر اللاعبون إلى الملعب قبل المباراة بساعتين)، أو (حضر اللاعبون قبل ساعتين من المباراة إلى الملعب)، أو (حضر اللاعبون إلى الملعب قبل ساعتين من المباراة)، فهذا يعني أن حضورهم سبق المباراة بساعتين تحديدا، فلو كانت المباراة الساعة الرابعة، فإن حضورهم كان الساعة الثانية تحديدا.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن تاب إلى اللهِ قبل أن يموتَ بيومٍ قَبِل اللهُ منه)، وهذا اليوم هو الذي يسبق موته، فلو قال: “مَن تاب إلى اللهِ يوما قبل أن يموتَ قَبِل اللهُ منه”، لكان معناه أي يوم في حياته، وليس بالضرورة أن يكون اليوم الذي سبق وفاته.
وقال الفقهاء: (من وقف في مزدلفة دقيقة بعد منتصف الليل أجزأه)، وهذا لا يعني أن الوقوف يبدأ بعد منتصف الليل بدقيقة، بل هي دقيقة بين منتصف الليل والفجر.