من شأنه

Albaaj105 نوفمبر 2024آخر تحديث :

لا تقل: حقق نجاحا من شأنه أن يسعده.

وقل: حقق نجاحا يسعده.

لغة العرب، لغة بليغة، عصية على الحشو والثرثرة، وتنميق كلمات لا معنى لها، ولا حاجة لها، فكل زيادة في مبنى الكلام، لا تترتب عليها زيادة في معناه، تعد ركاكة وضعفا، تأنف منه لغة القرآن.

وقد دأب بعض الكتاب والصحفيين على إقحام: (حرف الجر والمجرور والمضاف إليه وأن المصدرية المخففة): (من شأنه أن)، بين المبتدأ والخبر، مثل: (هذا الإنجاز من شأنه أن يشجع الموظفين)، وكان يكفيهم الأصل: (هذا الإنجاز يشجع الموظفين، أو مشجع للموظفين)، أو بين الموصوف وصفته، مثل: (نال الموظف فوزا محققا لطموحاته، أو يحقق طموحاته)، فيجعلونها: (نال الموظف فوزا من شأنه أن يحقق طموحاته)، ظانين أنهم يزيدون كلامهم فصاحة وبلاغة، أضاعوها من حيث لا يشعرون.

فالشأن ليس من زوائد الكلام، ولا يستخدم للزينة، فهو الخطب، والأمر والحال، وجمعه شؤون.

ولا يستخدم الشأن ومعه حرف الجر: (من شأنه)، إلا عندما يكون الحديث عن الشأن أو عن بعضه، كأن يقال: (هذه المهمة من شأن فلان)، أي من أموره ومهامه، و(هذه الأمور من شأن العمل)، أي جزء من العمل ومتطلباته، و(هذا العمل من شأن المسؤول)، أي جزء من مهامه ومسؤولياته؛ فالشأن في هذه الجمل مقصود بذاته وليس حشوا للكلام.

قال الله تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا}، أي ما تكون في حالة أو وضع أو هيئة.

وروى البخاري عن أسماء بنت أبي بكر قولها: (دَخَلْتُ علَى عائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، والنَّاسُ يُصَلُّونَ، قُلتُ: ما شَأْنُ النَّاسِ)؟ أي ما خطبهم؟ وكانوا يصلون في غير وقت الصلاة بسبب الكسوف.

ومن معاني الشأن مجرى الدمع إلى العين، والجمع أشؤن وشؤون، والشؤون عروق الدموع، من الرأس إلى العين، والشأنان عرقان ينحدران من الرأس، إلى الحاجبين ثم إلى العينين.

قال أوس بن حجر:

لا تحزنيني بالفراق فإنني   ///    لا تستهل من الفراق شؤوني.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.