فلنحكم للعلم

Albaaj104 نوفمبر 2024آخر تحديث :

حين طرحت على بعض الإخوة المتخصصين في مجال الدين والتوعية المرورية، فرضية ارتفاع معدلات الحوادث المرورية، ونتائجها خلال الأيام البيض، رفضها الأول معللا رفضه بأن هذه المعدلات تزيد أيضا في رمضان، وهذا يعني أن الصيام في الأيام البيض لا أثر له، بينما رفضها الآخر لأنه افترض أن البدر يكون منيرا خلال الأيام البيض، وهذا أدعى لوضوح الرؤية ليلا، وعدم وقوع حوادث، ولم ينتظرا ظهور نتائج البحث بالأرقام.

أما الأول فغفل عن أن البحث لا يتحدث عن الصيام ـ وإن كان الصيام أحد توصياته ـ وإنما عن تغييرات في الجسد والمزاج، ونتائج هذه التغيرات، وأن رمضان الذي يشهد ارتفاع المعدلات، لم يكن الصيام أحد أسباب هذا الارتفاع، وإنما أسباب أخرى مرتبطة بسلوكنا، وله أن يدرس وقت الحوادث ليدرك ذلك.

وأما الآخر فلعله نسي أن الناس لا يعتمدون في عصرنا الحديث، ـ خاصة في مدينة مثل دبي ـ على ضوء القمر في حلهم وترحالهم، بل لعلي أزعم أن الناس اليوم لا ينظرون إلى الأعلى ولا يدرون ما البدر إلا في قصائد الغزل.

لو صبر صاحباي ـ وهما ذوا شأن كريم ـ حتى تظهر نتائج البحث، فربما كان ذلك أدعى لتأملهما في الأمر بصورة مختلفة، وربما أيقنا أن الاحتكام للعلم يريحنا، ويوصلنا إلى نتائج أفضل، من تسرعنا بالحكم.

في منهجنا التوعوي الحديث، لم يعد ضبط حركة الطريق وتخفيض معدلات الحوادث مرتبطا بالنصح والإرشاد وتحرير المخالفات فقط، بل أصبح منهجا علميا ربما نقود الناس خلاله إلى أمنهم وسلامتهم دون أن يشعروا..

فلنستمع للعلم جيدا، ولنقرأ البحث:

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.