تعود الأمر واعتاده

Albaaj103 نوفمبر 2024آخر تحديث :

قل: تعود الأمر واعتاده، ولا تقل: تعود على الأمر واعتاد عليه.

درج كثير من الكتاب على قول: (تعوّد على الشيء واعتاد عليه)، مجردين الفعل المتعدي، من مفعوله، معلقيه بحرف الجر، بدل المفعول به، غافلين عن أن فعلي: اعتاد وتعوّد، فعلان لازمان لا يتعدّيان بحرف الجرّ: (على).

فالأصلُ في الفعل اعتادَ – الذي هو على وزن افْتَعَلَ – أن يتعدّى بنفسه، من غير حرف الجرّ (على) فقالوا: اعتادني همٌّ وحُزنٌ، واعتدْتُ الشيءَ، والاعتِيادُ في معنى التَّعوُّدِ، وهو من العادَة.

ويقال: عَوَّدْتُه فاعتادَ وتَعَوَّدَ، ومنه العِيدُ وهو ما يَعتادُ من نَوْبٍ وشَوْقٍ وهَمٍّ ونحوه.

قال الشاعر: (والقَلْبُ يَعْتادُه من حُبِّها عِيدُ).

ومن القواعد الطريفة، التي يمكننا بها تمييز الفعل المتعدي، إلى مفعول به، والفعل اللازم المتعدي بحرف الجر، أن الفعل المتعدي إلى مفعول به، يقبل ضمير الوصل، بدل المفعول به، فنقول: (فتح الباب)، ونقول: (فتحه)، بينما لا نقول عن الفعل جلس: (جلسه)، أو: مات (ماته).

كما يحتاج اسم المفعول من الفعل اللازم إلى ضمير يزيل عنه الإبهام، مثل: جلس عليه فهو مجلوس عليه، بينما لا يحتاج اسم المفعول الناتج عن الفعل المتعدي إلى توضيح، ويكفي أن تقول فتح الباب فهو مفتوح.

وهناك أفعال تأتي متعدية وتأتي لازمة، مع اختلاف طفيف في المعنى، مثل الفعل: بدأ، فيصح قولنا: (بدأه)، و(بدأ به).

جاء في الحديث النبوي الشريف: (إذا رأيتُمُ الرَّجلَ يعتادُ المساجدَ فاشهدوا لَهُ بالإيِمانِ).

وجاء في الأثر: (الحِميَةُ رأسُ الدَّواءِ والمعِدَةُ بيتُ الدَّاءِ وعوِّدوا كلَّ جسمٍ ما اعتادَ).

وأنشد ابن الأعرابي: لم تزل تلك عادة الله عندي //// والفتى آلف لما يستعيد

وقال: تعوَّد صالح الأخلاق إني //// رأيت المرء يألف ما استعادا

وقال أبو كبير الهذلي: وعود كلبه الصيد فتعوده، وعوده الشيء جعله يعتاده، والمعاود المواظب. وقال الليث: يقال للرجل المواظب على أمر: (معاود)، وقالوا: الزموا تقوى الله، واستعيدوها، أي تعودوها، واستعدته الشيء فأعاده، إذا سألته أن يفعله ثانية ففعله.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.