هي عملية قتل، بكل ما فيها من معنى.
بل ربما تكون، بسبق إصرار وترصد.
بل هي عملية قتل جماعي، ولكن ليس للبشر، وإنما للفرحة التي تتجلى في نفوس البشر، في ذاك اليوم العظيم: يوم العيد السعيد.
في أعياد مضت، تحولت كثير من مجالس الناس، إلى حزن وضيق واستياء، لا لأنهم فقدوا عزيزا، أو خسروا ثمينا، وإنما لأنهم تلقوا خبرا عبر وسائل الإعلام، عن أم أصبحت ثكلى، وأخرى ترملت، وأطفال تيتموا، لم يتسبب في أحزانهم، إلا سائق، لم يراع حق الطريق، وحق مستخدمي الطريق، وحقه، وحق فرحة العيد في أنفسنا، وربما كان هو نفسه ضحية عدم مراعاته، أو ضحى بأحبائه.
يحزننا جميعا أن نسمع أن طفلة، قضت نحبها، تحت عجلات مركبة، وهي مزهوة بملابس العيد الجميلة، ويزيد حزننا أكثر، حين نعلم أن المركبة، كانت تقودها أمها، أو أبوها، أو أخوها، أو أحد أفراد أسرتها، فلا يبقى للعيد طعم في قلوبنا، حتى تدركنا رحمة النسيان.
في الأعياد تتغير الممارسات والسلوكيات، والتعامل مع مفردات الطريق، ويقل التركيز، وتطول مسافات الرحلات.
في الأعياد والمناسبات ينبغي على كل سائق مركبة، أن يعلم أن الطريق، ليس نفسه طريق ما قبل العيد، فقد ملأته الزهرات، وانتشر به البراعم، وربما قاد مركباتهم به بعض السائقين المتعبين، والسائقات المحتفلات بأبنائهن، اللاتي يحتجن لنظرة احترام، وإفساح الطريق، وعدم إرباكهن، من إخوانهن السائقين، ومعاملة تخفف عنهن ضجيج الأبناء في المركبة، حتى لا يكون هؤلاء الأبناء هم الضحية.
في مناسبة العيد السعيد، يجب على كل سائق، أن يتجنب التعامل مع المركبة، بوصفها إحدى وسائل الترفيه والاحتفال، والاستعراض غير المشروع، فيحولها إلى أداة قتل، ويملأها بالزيادات غير القانونية ـ لضررها ـ فله أن يزينها وأن ينظفها، وأن يحافظ عليها، وأن يقودها بأخلاق عالية، ويستخدمها في الهدف المشروع، الذي صنعت من أجله، فذلك خير احتفاء بها.