لا تقل: فشل البرنامج في تحقيق أهدافه.
وقل: أخفق البرنامج في تحقيق أهدافه.
يلتبس على كثير من الكتاب والصحفيين، التمييز بين الفشل والإخفاق، فيستخدمون أحدهما في مكان الآخر، فلا يتحقق المعنى الذي يريدونه.
فالفعلان أخفق وفشل، يؤديان معنيين مختلفين، وليس المعنى نفسه.
فالفـَشـِلُ هو الرجل الضعيف الجبان، والجمع أفشال، وفشل الرجل فشلا، أي كسل وضعف وتراخى، وقوم فـُشل قوم ضعفاء، ومن ذلك قول الشاعر:
وقد أدركتني والحوادث جمة أسنة قوم لا ضعاف ولا فـُشل
وفي الأثر أن عليا يصف أبا بكر رضوان الله عليهما بقوله: (كنت للدين يعسوبا أولا حين نفر الناس عنه وآخراً حين فشلوا)، أي مدافعا عن الإسلام في بداية البعثة مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكذلك عندما توليت الحكم بعد رسول الله، وارتد كثير من الناس حين ضعفوا.
والفشل الفزع والجبن والضعف، ومنه قول جابر رضي الله عنه: فينا نزلت: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا}، وفي التنزيل أيضا: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}، قال الزجاج أي تجبـُنوا عن عدوكم إذا اختلفتم، والفشل عكس القوة، وليس عكس النجاح.
أما الفعل الذي يؤدي معنى عدم النجاح في الأمر، فهو أخفق، وليس فشل، وأَخْفقَ الرجلُ: طَلب أمرا وأراده، فلم يَظْفَر به، كالرجل إذا ذهب للصيد، ولم يصطد شيئا، وطلَب حاجة فأخْفَقَ.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (أَيُّما سَرِيّةٍ غَزت فأخْفَقت كان لها أَجرها مرتين).
ومن معانيها: (أَخْفقَ القومُ أي فنَي زادُهم)، و(أَخفقَ الرجلُ أي قلّ ماله)، و(أخفَقَ الطائر إذا ضرب بجناحيه)، و(أخْفَقَتْ الشمس، إذا تولَّتْ للمغيب).
أما الفرق بين الفـَشـِل والفاشل، فالفشل صفة مشبهة باسم الفاعل، تدل على الثبوت لا على الحدوث، فلا يقال رجل فاشل، بل يقال رجل فـَشِـل، لوصفه بالضعف، لأنها صفة ثابتة غير متغيرة، وإنما تطلق عليه صفة فاشل لأمر حادث، كأن نتوقع أن يكون هذا الرجل غدا فاشلا، أي سيضعف في ذلك الوقت، وكأنه سيتلبس بصفة الضعف.