لا تقل: لن يطال المقصرُ النجاحَ.
وقل: لن يصيب المقصرُ النجاحَ، أو لن ينال المقصرُ النجاحَ.
جـَعـْلُ الفعل اللازم متعديا، خلافا لقواعد اللغة، أمر مستقبح عند العرب، وكذلك جعل الفعل المتعدي لازما.
وأقبح منهما، استحداث ألفاظ وتركيبات مخالفة لقواعد الصرف والنحو والفهم، لأنها تحول لغة العرب الرصينة المعجزة، إلى ترهات وقوالب، تتنافي مع روح الحروف والكلمات والمعاني.
فقد دأب الصحفيون والإعلاميون على استخدم اللفظ (طال)، واللفظ (يطال) واللفظ (يطول) بمعنى (نال وينال) أو (أصاب ويصيب)، أو (وصل ويصل)، وليس في هذا التصريف أي وجه للصحة.
وبالرجوع إلى أصل الاسم: (طال) في كلام العرب نجد أن الطول نقيض القصر، ويقال للشيء الطويل طال يطول طولا فهو طويل، وطاله: أي صار أطول منه، وليس فيه معنى نال أو أصاب أبدا.
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ما مشى مع طوال إلا طالهم، أي ظهر أنه أطول منهم.
وقال سبيح بن رياح الزنجي غاضبا لما هجى جرير الفرزدق:
إن الفرزدق صخرة عادية // طالت فليس تنالها الأوعالا
وقالت الخنساء:
وما بلغت كف امرئ متناول // من المجد إلا والذي نلت أطول
فقد استخدم الشاعران الفعل طال، واستخدما الفعل نال في موضعهما الصحيح.
وفي حديث استسقاء عمر رضي الله عنه: فطال العباس عمر، أي غلبه في طول القامة، وكان عمر طويلا من الرجال، وكان العباس أشد طولا منه.
قال تعالى: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ}، و{قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}، و{أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ}، و{سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ}.
وقال: {تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، و{وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاء سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا}، و{سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تُسَافِرُوا بالقرآنِ، فإنِّي لا آمَنُ أنْ ينَالَهُ العَدُوّ).
وقال أيضا: (وما من مسلمٍ يصيبه أذًى، إلا حاتتْ عنهُ خطاياه، كما تحاتَّ ورقُ الشجرِ).