قــل: جاء الموظفون معا. ولا تقل: جاء الموظفون سويا.

Albaaj1028 أكتوبر 2024آخر تحديث :

معا وسويا

ليس هناك أي رابط لغوي، أو منطقي، أو فكري، يسوغ استخدام كلمة: (سويا)، بمعنى الاجتماع، بديلا عن كلمة: (معا)، ولا أدري من أين توغل هذا اللفظ إلى لغة الكتـَّاب والأدباء والصحفيين؟ وكأنهم تواطؤوا وتآمروا على قتل كلمة (سويا)، ونزع معناها منها، وإسباغ المعية عليها.

في لغة العرب التي أنزل بها الله كتابه، لا يحق لأحد مهما علا شأنه، ومهما زاد (عددهم)، اغتيال لفظة مشتقة، أو غير مشتقة، وإجبار العقل على استخدامها في غير معناها.

فاستخدام (معًا)، الذي يفيد الاجتماع حالة الفعل، وتـُعربُ حالا، تدل على اجتماع أمرين، أو أكثر في حالة واحدة، وهي تختلف عن (جميعًا) في أن جميعا يجوز فيها الاجتماع والافتراق، في توقيت حدوث الأمر.

وقد جاء في الحديث النبوي الشريف لفظة (معا) بهذا المعنى: (ذكرَ البقرةَ والشَّاةَ معًا)، وأيضا: (فأَهللتُ بِهما معًا)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (البقرةَ وآلَ عمرانَ معا يأتيانِ يومَ القيامةِ كأنهما غَمامتانِ).

فقولنا: جاءا معا أو جاؤوا معا، أي جاؤوا جميعهم، أو كلهم في وقت واحد، وإعراب معا هنا: حال، أما جاؤوا جميعهم، أو جاؤوا كلهم، فتحتمل أن يكونوا جاؤوا في وقت واحد، وأن يكونوا جاؤوا، ولكن ليس بالضرورة، أن يكونوا جاؤوا مجتمعين.

أما كلمة (سويا) وهي من الاستواء، فلها معانٍ عديدة ليس منها الاجتماع حال الفعل أبدا، ومنها: (سليم معافى)، وهو المعنى الذي حملته اللفظة في الآية: {قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا}.

وتأتي بمعنى كمال الخلقة والبنية والهيئة كما في قول الله تعالى: {فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا}.

كما تأتي بمعنى (مستقيما واضحا)، كما جاء في قول الله تعالى: {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا}.

وتأتي بمعنى معتدلا مستقيما مطمئنا، كما ورد في قول الله تعالى: {أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.