أحد المدعين، (ومن حق كل مدعٍٍ أن يسوق الدليل الصحيح على ادعائه)، زعم أن حديث (ركعتي وضوء بلال)، دليل على أنه يحق لنا الزيادة في الدين، وليس الإسلام، ما جاء به رسول الله فقط، قائلا:
(صلاة بلال ركعتي سنة الوضوء، كانت بعلم رسول الله، وبعد استئذانه؟ أم اجتهد من تلقاء نفسه، وزاد في الدين، دون علم رسول الله)؟
ليصل إلى نتيجة: (بلال اجتهد من تلقاء نفسه، وزاد في الدين، ويجوز لنا أن نجتهد، ونزيد في الدين)!
والرد عليه، إن كان يبحث عن الحق، ولغيره، لتحصينه من فتنة المنطق هو:
- صلاة بلال لم تكن زيادة في الدين، فالصلاة بين فرض، وسنة مؤكدة، ومندوبة، ومكروهة، ومحرمة، وكان بلال يصلي في حال المندوب، وهو حق مشروع لكل مسلم، بينما أعياد المسلمين، محددة حصراً، وليس هناك فسحة في المندوب، لإضافة أعياد جديدة.
- عبادة بلال المندوبة، كانت مخفية حتى عن رسول الله، ولم يجعلها سنة لغيره، حتى علم بها رسول الله، وأقرها سنة تقريرية.
- بلال كان يعيش في عصر التشريع، وفي حياة رسول الله، وقبل أن يكتمل الدين، فكانت بعض اجتهادات الصحابة، تدخل في التشريع، وتصبح سنة بعد إقرار رسول الله لها.
- كان الصحابة يجتهدون، ولم يكن رسول الله يقرهم على كل اجتهاداتهم، ومن ذلك قصة: (النفر الثلاثة)، وكان ذلك في حياة رسول الله، فكان المشرع (الرسول حيا)، يجيز الاجتهاد فيصبح الأمر مشروعاً، أو يرفضه فيصبح الأمر محرماً، فمن يملك هذا الحق بعد رسول الله؟!
- أصحاب رسول الله، فهموا ذلك فهماً صحيحاً، فلم تكن اجتهاداتهم بعد ذلك عبثاً في الدين، بل كانت استنباطاً من أحكام الشرع، لتحقيق مقاصد التشريع، التي أرادها الله، وليست التي يقررها البشر.