كلما وقعت في الأمة فاجعة، سارع (سطحيو العلم)، إلى نشر مقاطع (قديمة)، لشيوخٍ وعلماءَ أجلاء، يحذرون من جلب المعاصي للمصائب، وهو تحذير شرعي في وقته ذاك، ودعوة إلى الصلاح، وتخويف من غضب رب العباد.
ولكن (الفقه الصحيح) يتطلب وضع الكلمة في موضعها الصحيح، فالتحذير من المعاصي، قبل وقوع المصائب، مطلب شرعي، والدعوة إلى التوبة عند وقوعها مطلب شرعي، ولكن الشماتة بالمؤمنين المصابين، والجزم بأن ذلك نتيجة معاصيهم، تعدٍ سافرٌ على أحكام الله، وتحدثٌ نيابة عن العزيز الحكيم.
فلنتذكر الهدي النبوي هدي الرحمة والمواساة والرأفة عند وقوع المصيبة: (أشدُّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ ثم الأمثلُ فالأمثلُ).
والمصيبة حين تحل في دار المؤمنين، تكون مدعاة للتوبة والرجوع إلى الله، وربما تكون في حقيقتها رفعا لدرجات المصابين، ولكنها تكون نقمة على من فضحتهم، وخفضا لدرجاتهم، وهنا تكون الخسارة الحقيقية.