فهم علماء الأمة علم (مقاصد التشريع) على أنه المدخل ليعبد المسلم ربه، بجسده، وقلبه، وروحه، وضميره، وللنظر في تيسير ما يتعذر على المؤمن فعله، ضمن ضوابط التشريع نفسه، ولاستنباط الرخص الشرعية عندما يصبح التطبيق عسيرا لظرف ما، ويكون التطبيق مما لا بد منه، ويكون مما لم يحدث في عهد رسول الله أو حدث وكان هناك ما يمنع تشريعه.
ولم يفهم العلماء مقاصد التشريع قط، بوصفها المدخل لتعديل التشريع، وتبديله، وتغييره، وتطويره.
ولا يغني مقصد التشريع عن التشريع نفسه، وإلا لكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، أغنى الناس عن الصيام، بعد أن بين لهم الله مقصد التشريع من الصيام، (ولم يتوصلوا بفهم بشري له) بقوله: {لعلكم تتقون}.