لا شك أن آيات القرآن لا تتعارض وإنما يجب فهمها مجتمعة متكاملة.
أولا: {لا نفرق بين أحد من رسله}، معناها: المؤمنون يصدِّقون بجميع الأنبياء والرسل، والكتب المُنَزَّلة من السماء، على عباد الله المرسلين والأنبياء، ولا يُفَرِّقون بين أحدٍ منهم، فَيُؤْمِنُون بِبَعْضٍ ويَكْفُرون ببعض، بل الجميع عندهم صادقون بَارُّون راشدون مَهْدِيُّون هادون إلى سبيل الخير.
ثانيا: {تِلْكَ الرُّسل فضَّلنا بعضهم على بعضٍ منهم من كَلَّم الله ورَفَعَ بعضهم دَرَجَاتٍ}، الآية لا تحتاج للشرح، فهي تثبت التفضيل.
ثالثا: أدلة من القرآن:
- جميع الأنبياء أرسلوا لزمان معين ومكان معين إلا رسول الله محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد أرسله الله للعالمين لكل زمان ومكان بعده، {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، {تَبَارَكَ الذي نَزَّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً}.
- أمته خير الأمم: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}.
- الكتاب الذي جاء به خير الكتب: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}.
- اجتماع دينه ورسالته تحت مسمى واحد: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
- تعهد الله بحفظ رسالته وكتابه دون غيره: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
- هو النبي والرسول الوحيد الذي لم يخاطبه الله باسمه دون كل الأنبياء: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.
- جعله خاتم النبيين: {وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}.
- شريعته أفضل الشرائع، فيلزم أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِساب}.
رابعا: أدلة من الحديث النبوي الشريف للمؤمنين برسول الله.
- حديث الشفاعة الذي يبين فضل رسول الله على سائر الأنبياء.
- قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
(أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ، وأَوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنْه القَبْرُ، وأَوَّلُ شافِعٍ وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ).
- قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
(فيُضرَبُ الصِّراطُ بينَ ظَهرانَيْ جَهنَّمَ، فأَكونُ أوَّلَ مَن يَجوزُ مِنَ الرُّسلِ بأُمَّتِه).
- معجزة رسولنا صلى الله عليه وسلم (القرآن) أفضل وأدوم وأوضح من معجزات سائر الأنبياء فوجب أن يكون رسولنا أفضل من سائر الأنبياء.
- قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
(أَنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فَخرَ وبيدي لواءُ الحمدِ ولا فخرَ وما من نبيٍّ يومئذٍ آدمَ فمن سواهُ إلَّا تحتَ لوائي وأَنا أوَّلُ من تَنشقُّ عنهُ الأرضُ ولا فخرَ).
- قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
(أُعطيتُ خمسًا، لم يُعطَهنَّ أحدٌ منَ الأنبياءِ قَبلي: نُصِرتُ بالرُّعبِ مَسيرةَ شهرٍ، وجُعِلَتْ لي الأرضُ مسجدًا وطَهورًا، وأيُّما رجلٍ من أُمَّتي أدرَكَتْه الصلاةُ فلْيُصلِّ، وأُحِلَّتْ لي الغَنائمُ، وكان النبيُّ يُبعَثُ إلى قومِه خاصةً، وبُعِثتُ إلى الناسِ كافةً، وأُعطيتُ الشفاعةَ).
- قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
(مثَلي ومثلُ الأنبياءِ من قَبلي كمثلِ رجلٍ ابتنَى بيوتًا فأحسنَها وأجملَها وأكملَها، إلَّا موضعَ لبِنةٍ في زاويةٍ منَ زَواياها، فجعلَ النَّاسُ يطوفونَ ويعجبُهُم البُنيانَ فيقولونَ: ألا وَضعتَ ههنا لبِنةً فيتِمَّ بُنيانُكَ، فكنتُ أنا اللَّبِنةُ).
- قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
(فضِّلتُ على الأنبياءِ بسِتٍّ: أُعطِيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ، ونُصِرتُ بالرُّعبِ، وأُحِلَّتْ ليَ الغَنائمُ، وجُعِلَت لي الأرضُ طَهورًا ومَسجِدًا، وأُرسِلْتُ إلى الخلْقِ كافَّةً، وخُتم بي النَّبيُّون).