(عشيرة البعاجيين) أم (عشيرة البعاجين)؟
من مسلمات اللغة والدين، أن الصواب المهجور، خير من الخطأ المشهور، لأن ذلك مرتبط بما هو أكبر من اللغة العربية ذاتها، وهو كلام الله، الذي أنزله في كتابه، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وكل ما دوَّنه العرب، من علوم نظرية وعملية، وآداب وثقافات، خلال أكثر من 1400 سنة.
ومعنى أن نقر الخطأ الشائع، ونسير خلف القول الباطل: (الخطأ المشهور خير من الصواب المهجور)، أن نقر بإدارة ظهورنا لكتاب الله سبحانه وتعالى، ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولكنوزنا العظيمة من الفكر والمعرفة، التي تركها لنا الأولون، وأن يأتي جيل بعد ذلك، لا يفهم معاني كتاب الله، ولا يفقه حديث رسول الله ولا سنته، ولا يفهم من إرثه العظيم شيئا، بل يفهمه مقلوبا، فيكون صاحب القول الخبيث، قد حقق مراده، بسلخ الأمة عن هويتها، ليسهل عليها ابتلاعها، وتحويلها إلى تابع بقوله وفكره.
فلماذا يجب علينا عند الحديث عن آل البعاج، ذكرهم بجمع: (البعاجيين) وليس: (البعاجين)، بالرغم من أن الكثير من الكتب والمأثورات، ذكرتهم باسم: (عشيرة البعاجين).
إن كلمتي: (بعاجين)، و(بعاجيين)، كلاهما جمع مذكر سالم، اشـُـتق اشتقاقاً سليماً من مفرده: (بعاج)، و(بعاجي).
ولكن ما الفرق بينهما؟
إن كلمة: (بعاجون – بعاجين)، تعني أن لدينا أكثر من بعاج، وهذا موجود في الحقيقة، فذرية الشيخ عمر الوفائي يسمونه بعاج، وذرية بعاج سبع الدجيل يسمونه بعاج، وذرية بعاج المغرب يسمونه بعاج، وهناك بعاج الأردن، وبعاج السعودية، وهذا الجمع يعني هؤلاء جميعا، ولا يعني جمع أفراد من ذرية أحد البعاجين.
أما كلمة: (بعاجيون – بعاجيين)، فهي جمع لكلمة بعاجي، وهو الشخص المنسوب إلى البعاج، وهو اللقب الحقيقي، لكل فرد ينتمي إلى البعاج، فيكون الواحد بعاجيا، بياء النسبة، والجمع بعاجيين، بياء النسبة، والياء والنون، أو الواو والنون، المميزتين لجمع المذكر السالم.
والمختصر المفيد من الناحية اللغوية، فإن جمع كلمة (البعاجين)، خطأ بغض النظر عمن قالها أولا، فالأخطاء في اللغة، لا تصير صوابا لا بالتقادم ولا بكثرة الإنتشار، ويجب علينا تصحيح الخطأ في اللغة، ولو تواطأ عليه أهل الأرض جميعا.
ومن شواهد ذلك: جمع الهاشميين وليس الهاشمين، وجمع البكريين وليس البكرين، وجمع العلويين وليس العليين، وجمع الطالبيين وليس الطالبين، وجمع العمريين وليس العمرين، وهكذا تطول قائمة الأنساب.
المعتصم بالله محمد.