ولـلـزمان مـسرّاتٌ وأحـزانُ

Albaaj1012 نوفمبر 2024آخر تحديث :

الشاعر: أبو البقاء الرندي بمناسبة سقوط الأندلس

لـكل شـيءٍ إذا مـا تـم نقصانُ — فـلا يُـغرُّ بـطيب العيش إنسانُ

هـي الأمـورُ كـما شاهدتها دُولٌ — مَـن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتهُ أزمانُ

وهـذه الـدار لا تُـبقي على أحد — ولا يـدوم عـلى حـالٍ لها شان

أيـن الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ — وأيـن مـنهم أكـاليلٌ وتيجانُ ؟

وأيـن مـا شـاده شـدَّادُ في إرمٍ — وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ؟

وأيـن مـا حازه قارون من ذهب — وأيـن عـادٌ وشـدادٌ وقحطانُ ؟

أتـى عـلى الـكُل أمر لا مَرد له — حـتى قَـضَوا فكأن القوم ما كانوا

وصـار ما كان من مُلك ومن مَلِك — كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ

فـجائعُ الـدهر أنـواعٌ مُـنوَّعة — ولـلـزمان مـسرّاتٌ وأحـزانُ

ولـلـحوادث سُـلـوان يـسهلها — ومـا لـما حـلّ بالإسلام سُلوانُ

دهـى الـجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له — هـوى لـه أُحـدٌ وانـهدْ ثهلانُ

وأين (حْمصُ) وما تحويه من نزهٍ — ونـهرهُا الـعَذبُ فـياضٌ وملآنُ

كم يستغيث بنا المستضعفون وهم — قـتلى وأسـرى فما يهتز إنسان؟

ألا نـفـوسٌ أبَّـياتٌ لـها هـممٌ — أمـا عـلى الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ

يـا مـن لـذلةِ قـومٍ بعدَ عزِّهمُ — أحـال حـالهمْ جـورُ وطُـغيانُ

بـالأمس كـانوا ملوكًا في منازلهم — والـيومَ هـم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ

فـلو تـراهم حيارى لا دليل لهمْ — عـليهمُ مـن ثـيابِ الـذلِ ألوانُ

ولـو رأيـتَ بـكاهُم عـندَ بيعهمُ — لـهالكَ الأمـرُ واستهوتكَ أحزانُ

يـا ربَّ أمّ وطـفلٍ حـيلَ بينهما — كـمـا تـفـرقَ أرواحٌ وأبـدانُ

وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت — كـأنـما هي يـاقـوتٌ ومـرجـانُ

يـقودُها الـعلجُ لـلمكروه مكرهةً — والـعينُ بـاكيةُ والـقلبُ حيرانُ

لـمثل هـذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ — إن كـان فـي القلبِ إسلامٌ وإيمانُ

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.