بلغ قيس بن الملوح أن ابنة عمه التي كان يعشقها مريضة فكتب بها هذه القصيدة:
لقد لامني في حبّ ليلى أقاربي
أبي، وابن عمّي، وابن خالي، وخاليا
يقولون: ليلى أهل بيت عداوةٍ
بنفسي ليلى _من عدوٍّ_ وماليا
أرى أهل ليلى لا يريدون بيعها
بشيء، ولا أهلي يريدونها ليا
قضى الله بالمعروف منها لغيرنا
وبالشوق والإبعاد منها قضى ليا!
قسمت الهوى بيني وبين أحبتي
فنصف لها، هذا لهذا، وذا ليا!
ألا يا حمامات العراق أعنّني
على شجني ، وابكين مثل بكائيا!
يقولون ليلى بالعراق مريضةٌ
فيا ليتني كنت الطبيب المداويا !
فشاب بنو ليلى، وشاب ابن بنتها
وحرقة ليلى في الفؤاد كما هيا
عليّ لئن لاقيت ليلى بخلوةٍ
زيارة بيت الله، رجلاي حافيا
فيا ربّ إذ صيرت ليلى هي المنى
فزنّي بعينيها كما زيّنتها ليا
وإلّا فبغّضها إلي وأهلها
فإني بليلى قد لقيت الدواهيا
يقولون: قيساً بعدما شفّه الهوى
وبات يراعي النجم حيران باكيا
فيا عجباً ممن يلوم على الهوى
فتىً دنفاً أمسى من الصبر عاريا
ينادي الذي فوق السماوات عرشه
ليكشف وجداً بين جنبيه ثاويا
يبيت ضجيع الهمّ ما يطعم الكرى
ينادي، إلهي، لقد لقيت الدواهيا
بساحرة العينين كالشمس وجهها
يضيء سناه في الدّجى متساميا