أيهما أصح أن نطلق اسم عميل أم متعامل على الزبائن وجمهور المراجعين لدائرة أو مؤسسة حكومية أو خاصة؟
العميل تصريف على وزن فعيل للفعل (عمل) ويكون العميل اسم فاعل مثل كريم، ويكون اسم مفعول مثل قتيل، فهو صفة مشبهة باسم الفاعل، وصفة مشبهة باسم المفعول، وهو الشخص كثير العمل على كل حال، ويكون معنى عميل في هذه الحالة كثير العمل، وأظنه بعيدا عن المعنى المقصود، وهو الشخص الذي يراجع لإنجاز معاملات خاصة به، إلا إذا افترضنا مجازا أنه أصبح اصطلاحا يدل على هذا الذي يأتي كثيرا باحثا عن قضاء حوائجه، وهو المراجع.
أما قولهم عميل عن الجاسوس فهي تطور لغوي اصطلاحي معتمد، وهو كثير العمل والتجسس، وكأن الاصطلاح اللغوي، تطور ليصفه بالعمل بدلا من التجسس تورية وسترا لحاله، والتطور الاصطلاحي في اللغة معتمد مثله مثل التطور اللغوي في الجوانب الأخرى، وقد أخذ به القرآن في أماكن عديدة ومنها قوله: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) والتنافس في اللغة هو الغوص تحت الماء لمعرفة أي الأشخاص أطول نفسا، ثم تطورت اصطلاحا فأصبحت على التحدي والتسابق ومعرفة الأجدر بالفوز في مجالات أخرى غير الغوص والسباحة.
وإذا أجزنا كلمة العميل مجازا اعتمادا على التطور الاصطلاحي، فإن كلمة المتعامل لا تجوز، وهي أضعف من العميل، لأن التعامل يجب أن يكون بين شخصين، فإذا قلنا متعاملين لا يجوز أن يكون مفردها متعامل، ولا يفرد المتقاتلان بالمتقاتل، وإنما يصبح الجمع متعاملين والمفرد، معامل وهذا غير مستقيم.
وعليه: فإن استخدام عملاء جميع عميل ضعيف وإن كان جائزا، ومصطلح متعاملين خطأ، ومن الأفضل البحث عن مسمى واقعي عملي آخر يحمل طابع الكرم والضيافة، ويجب عدم التسرع بالتغيير، حتى الوصول إلى بديل نهائي لا تغيره الدائرة أو الشركة المعنية ثانية، ولا أدري ما العلة التي وجدها المبتكرون في مسمى (المراجعين، ومفردها مراجع)، وهي تدل دلالة واضحة وصريحة على المعنى.