التجديف والتجذيف

Albaaj1012 نوفمبر 2024آخر تحديث :

يقول بعض الناس: نحن نخطئ في قولنا التجديف بالقوارب ويجب أن نقول التجذيف، لأن التجديف لا أصل له، فأيهما أصح؟

والحقيقة أن التجديف والتجذيف لغة بمعنى واحد، استخدمهما العرب على حد سواء، وإن كانت كل منهما تحمل عند بعض القبائل معنى ضمنيا، حسب ما اعتادته هذه القبيلة أو تلك وحسب بيئتها، وحسب لهجتها، التي غالبا من تنشأ من مفردات، وظروف البيئة حولها، وبعض العرب كانت تبدل حرف الدال ذالا، وورد شبيه لذلك في القرآن الكريم في قوله الله تعالى في الآية 45 من سورة يوسف: {وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون}، والدكر بالدال بدل الذال بمعنى الذكر في لغة (ربيعة) وهي إحدى أشهر مدارس اللغة في الجاهلية، وسايرها القرآن بلهجتها في أكثر من موضع.

ومجدافا السفينة ومجذافا السفينة، هما الخشبتان أو ما أشبههما، اللتان يجدف بهما الراكب، ليدفع بالسفينة ويحركها.

ومجدافا الطائر جناحاه، وأصل الجدف القطع، والجدف من أفعال الحركة، والجدف من القحط وضيق العيش، والتجديف الكفر بالنعم، وأحرف الجدف تدل على الحركة، واستمرارها، ثم قطعها.

ولعل الفرق البلاغي بين الجدف والجذف المتفقتين بالمعنى العام، أن الجذف أكثر حدة في المعنى، لأن الذال أشد من الدال، ولذلك وصفت مشية المرأة بالجذف، وقالوا: انجذفت المرأة أي قصرت خطواتها في المشي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.