عصمة رسول الله عن الذنوب والأخطاء رد الشبهات عن الرسول

Albaaj107 نوفمبر 2024آخر تحديث :

عصمة رسول الله عن الذنوب والأخطاء

رد الشبهات عن الرسول

أفلا أكونُ عبدًا شَكورًا..

كثرة استغفاره صلى الله عليه وآله وسلم: (إنِّي لأستغفِرُ اللَّهَ في اليومِ مئةَ مرَّةٍ) هو من حبه لنا، وورعه، وعلمه أن الله يحب المستغفرين: (أفلا أكونُ عبدًا شَكورًا)، وليس من ذنوبه، وإلا فهل يستقيم أن نربط كثرة استغفار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بكثرة ذنوبه ؟!

(تأبير النخل) والتوكل على الله..

حادثة (تأبير النخل) ـ إن صحت ـ التي وقعت عند قدوم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المدينة، كانت درسا شرعيا من الله لرسوله والمؤمنين، بضرورة الأخذ بالأسباب، مع التوكل على الله، ولا تعد ذنبا يستدعي التوبة والاستغفار، لأنه كان ينطوي على كمال الإيمان والثقة بالله، وليس الإساءة والمخالفة، كما يدل على إعمال العقل وتجريب أمور تخالف ما اعتاده الناس.

هو أعرف بأمر ديننا ودنيانا..

ما روي في حادثة تأبير النخل: (أنتُم أعلمُ بما يُصلِحُكم في دنياكم، فأمَّا أمرُ آخرتِكم فإلَيَّ)، فهو مردود، لأن هذا النقل تعارض مع العقل ومع صريح القرآن والحديث، وعند المحدثين: إذا تعارض حديثان صحيحان، ولم يمكن التوفيق بينهما، يؤخذ بالحديث الأصح، ويترك الآخر، فكيف إذا تعارض الحديث مع صريح القرآن؟!

العقيدة والنص المردود..

النص الوارد في حادثة التأبير: (أنتُم أعلمُ بما يُصلِحُكم في دنياكم، فأمَّا أمرُ آخرتِكم فإلَيَّ) نص مردود، لم يروه إلا حماد، كما ذكر البزار في مسنده، والنص المردود ليس حجة في شيء، فكيف يكون حجة في أمر العقيدة، وعصمة رسول الله من أمر العقيدة.

علل حديث (تأبير النخل)..

على الرغم من أن حديث (تأبير النخل)، صحيح، فإن فيه من العلل ما يمنع العمل والاحتجاج به، بداية بنسبة الجهل بتأبير النخل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو ابن الثلاثة والخمسين عاما، وابن جزيرة العرب، الذين يعتمدون على التمر في حياتهم، وانتهاءً بتعارضه مع نصوص أقوى منه.

ملاطفة النبي وتقريع الكافرين..

قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: {عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ}، لم يكن لذنب أذنبه، فهو يملك من الله حق الإذن لمن شاء، ولكنه ملاطفة لنبيه، في جملة اعتراضية متقدمة، وتقريع للمستأذنين، وفضح لحالهم، وأنهم نالوا من كرم نبيه، صلى الله عليه وآله وسلم، ما لا يستحقون.

دعاء الاستغفار عن الخطأ

ما جاء من دعاءِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: (اللَّهُمَّ اغفِر مَا أخطأتُ وما تعمَّدتُ وما أعلنتُ وما أسررَتُ وما جهِلتُ)، هو تعليم لأمته كيف يدعون، ولذلك شواهد كثيرة، والخطأ هنا بعكس العمد، وليس بمعنى الذنب.

إنما أنا بشر..

أقر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنه بشر لا يعلم الغيب، فيما يتعلق بعلم الغيب الخاص بالله: (إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إليَّ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، وأقضي له على نحو ما أسمع، من حق له أخيه شيئاً، فلا يأخذ، فإنما أقطع له من النار)، ولكن الله لا يدعه يحكم حكما خاطئا.

قصة الغرانيق باطلة..

قصة الغرانيق التي تروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تلفظ بألفاظ غير القرآن، غير صحيحة، وكذب الرواية أكثر المحدثين، ومن قبل إسنادها (دون متنها) أولها على مكر الشيطان، الذي رده الله، وليس على خطأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ما كان على النبي من حرج..

أما قول الله تعالى لرسوله: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا}. فما كان من باب تخطيئه صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما من باب التشريع، ورفع الحرج عنه: {مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا}.

تخفيف وتوسيع للأمر..

قول الله تعالى: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم}، ليس تخطيئا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما تخفيف وسعة، ورفع حرج عنه، بعد أن حرم نفسه، تعففا وتورعا، من أمور شاء الله أن يردها له بأمر إلهي، ثم كان التشريع: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}.

عتاب على رحمة الحبيب..

عاتبه الله في شأن الأسرى ببدر: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض}، ولكن هذا العتاب ليس عتاب تخطيء، وإنما أراد الله منه أن يكون أشد قسوة وبأسا مع المشركين، ولا يريده أن يكون رفيقا بهم، وهو تصويب تشريع، وليس تصويب تخطيء، ولذلك نجد أن الله أمضى له حكمه، ولم يغيره، بل لم يأمره بغيره لاحقا، وظل الرسول يأخذ أسرى ولا يقتلهم.

تشريع على شكل تقديم..

قول الله عن نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، في أمر ابن أم مكتوم: {عبس وتولى أن جاءه الأعمى}، ليس عتابا على خطأ، وإنما تبيان تشريع وتعديله، وملاطفة لرسوله، فقد أرسل الله نبيه موسى إلى فرعون الملك، ولم يرسله للفقراء، ولو كان الاهتمام بالملك وسادة القوم خطأ، لما أرسل الله به موسى عليه السلام، وإعراضه عن الأعمى، لم يكن تكبرا، وإنما كان طمعا في إسلام السادة، ليسلم القوم جميعا.

أهلا بمن عاتبني به ربي..

نص (أهلا بمن عاتبني به ربي) الذي أوردته بعض الكتب على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في أمر ابن أم مكتوم: بعد قول الله تعالى: {عبس وتولى أن جاءه الأعمى}، ليس صحيحا، والصحيح أن الرسول كان يكرمه لأنه نزل به قرآن وليس لأن الله عاتبه به.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.