أخطاء في نظر البشر..
هناك أمور فعلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبدلها له الله أو صوبها، يظنها الناس خطأ من رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، حسب أعرافهم وأهوائهم، ولكنها تكون من باب تدرج التشريع، أو تشريع حكم مخالف للشرائع السابقة، ومن باب تطور التشريع، والناسخ والمنسوخ، وليست من باب أخطاء النبي.
الخروج من الملة..
الاعتقاد بأن أي أمر من أمور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من قول أو فعل أو أمر أو نهي، استقر في آخر أمره على خطأ، ومات رسول الله وهو مخطئ فيه، ولم يصوبه الله له في حياته، وأننا نستطيع أن نصوب اليوم خطأه، يـُعدُ خروجا من ملة الإسلام، وتكذيبا لله ورسوله.
استقرار أحكام رسول الله..
يجب أن يكون هناك تفريق بين عصمة رسول الله الدنيوية، في حياته، وزمن نزول الوحي، وما يطرأ على آرائه، من تغيير وتبديل، وبين ما استقر عليه حكمه، وأمره ونهيه، في أمور الدين والدنيا.
استقرار أحكام رسول الله..
تغيير حكم صدر عن رسول الله، أو تبديله من قبل الله سبحانه وتعالى، لا يعنيان أن حكم الرسول كان خطأ، بل هذا نوع من البيان والتدرج في التشريع، وإلا لتجرأ الجهال وقالوا: إن آيات الصيام والخمر الأولى، كانت خطأ، ثم صحح الله خطأه، (سبحانه).
أهو الوحي؟ أم الرأي والمشورة؟
كان رسول الله الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقر لأصحابه بأن رأيه رأي بشر، وأنه لا يعلم الغيب، ويسمح لهم بالاختلاف معه في الرأي العام، حتى أنهم يميزون ذلك بقولهم: (يا رسول الله، أهو الوحي؟ أم الرأي والمشورة؟)، ثم يكون أمرهم جميعا، على ما استقر عليه حكمه، كما حدث في اختيار مكان غزوة بدر، ورضيه الله له، وإلا فإن الله يدله على الأولى والأفضل دائما.
عناية الله برسوله..
اجتهاده صلى الله عليه وآله وسلم، في أمور يأتي الوحي ليغيرها ويدله على ما سواها، ليس دليل نقص أو خطأ، وإنما دليل عناية الله به، وهي من أمور التشريع، ومن الاجتهادات والآراء، وليست من الأخطاء، ولا يستقر حاله إلا على صواب.
بشر يوحى إليه..
عصمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا تعني أنه يتصف بأي صفة من صفات الرب، سبحانه وتعالى، وإنما عصمته التي ميزته عمن سواه من البشر، أنه رسول يوحى إليه، فالله يتولى توجيهه: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}.
أسوة حسنة معصومة..
قد تصدر عن رسول الله أمور بشرية، مخالفة لما استقر عليه رأي الناس، لحكمة يريدها الله، وقد يبدلها الله لحكمة يظهرها أو يخفيها، ويوجهه إلى ما يجب أن تستقر عليه آراؤه وأحكامه، أو حتى لا يكون في فعله وسلوكه أي تعارض مع الحياة التي يطيقها الناس وتدركها عقولهم، وحتى لا يتعارض مع أمره لنا أن نتخذه أسوة حسنة في كل شيء، وليس في أمر الدين فقط: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.
صراحة آيات العصمة..
صريح الآيات التي تدل على عصمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعناية الله به، وعدم التخلي عنه لحظة، أقوى بكثير من إشارات العتاب، والتصويب، التي قد يظنها بعضن الناس تشير إلى نفي العصمة، عن أفعاله وأقواله وتقريراته.
معصوم حتى فيما لم يصدر عنه..
عصمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا تقتصر على ما صدر عنه من أفعال وأقوال وتقريرات، وأوامر، وزواجر، بل تشمل أيضا ما لم يصدر عنه، فليس هناك فعل، أو قول، أو تقرير، لم يصدر عن رسول الله، كان يجب عليه أن يفعله أو يقوله أو يقرره: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ…..}.
لا فرق بين الدين والدنيا..
حين أمرنا الله سبحانه وتعالى، بطاعة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، لم يحدد لنا أنطيعه في أمر الدين؟ أم في أمر الدنيا؟ بل كان الأمر عاما، ولو كان يخطئ في أحد الأمرين، لنبهنا الله إلى ذلك.
طاعة مطلقة بلا استثناء..
أمرنا الله سبحانه وتعالى، بطاعة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، طاعة مطلقة، ولم يستثن، كما استثنى مع طاعة أولي الأمر، لأنهم قد يخطئون، ولا يمكن أن يأمرنا الله بطاعته طاعة مطلقة، وهو يعلم أنه قد يخطئ أحيانا.
لا يترك نبيه يخطئ.
بعضهم ـ غفر الله لنا ولهم ـ قالوا: إن رسول الله يخطئ أحيانا، ولكن الله لا يتركه على خطئه، وإنما يصوب له سريعا، وكأنه فوجئ بالخطأ، ـ سبحانه ـ ولو قالوا: إن الله لا يدع نبيه يخطئ أبدا، لكان أوقر في حق الله، ورسوله، وفي فهم العقيدة السليمة.