تطوير الحلول

Albaaj106 نوفمبر 2024آخر تحديث :

(التطوير)، و(الحلول)، مصطلحان إداريان، حديثان، جذابان، مثيران للإعجاب، يدلان على الحركة، والتقدم، والتحديث، وتذليل العقبات، وتفادي المنغصات والعثرات، خلال عملية السير إلى الأمام والإنجاز.

واستخدام الألفاظ الرنانة، لمنح الإنجاز المعنى الذي يستحقه، مرهون بحقيقة المعنى، الذي يتطابق مع اللفظ لغة واصطلاحا، وليس زينة مثيرة جاذبة في الكلام، حتى لو لم تحمل المعنى المطلوب.

وقد دأب الكثير من الإداريين، على استخدام كلمة تطوير، على أمور غير موجودة أصلا، متأثرا برنين لفظ التطوير الجميل، وإنما أراد ابتكار أمور، أو اختراع أمور، دون أن يدرك أن التطوير، يقع على أمر موجود، فينقله من طور إلى طور.

فعندما نشتق من اللغة، ومن الجذور، مصطلحا عربيا، لا بد من فهم المعنى الذي يحمله الجذر، وهو: (طورٌ) في التطوير، و(حللٌ) في الحلول.

والمطلوب ليكون كلامنا فصيحا، هو أن نستخدم كلمة (التطوير)، في مكان (التطوير)، وكلمة (الاختراع) أو (الابتكار)، في مكانهما، وليس الاستئناس بكلمة رنانة، واستخدامها مكان أخرى، كقولهم: (نسعى إلى تطوير أنظمة عالية الجودة)، وإنما الصحيح أن نقول: (نسعى إلى ابتكار أو اختراع أنظمة عمل عالية الجودة)، لأن التطوير يقع على أمر موجود متحقق، مع نقله من طور إلى طور، تحديثا أو تحسينا أو تنمية، بينما يكون الابتكارُ المبادرةَ مبكرا إلى أمر جديد، لإنشائه وصنعه وتأليفه وتناوله.

قال الله تعالى: {وقد خلقكم أطوارا}، أي: ضروبا وأحوالا مختلفة.

وقال الفراء: خلقكم أطوارا أي: نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظما.

أما كلمة (الحلول) فتكون مصدرا، بمعنى نزول شيء مكان شيء، أو فيه، مثل: (حل بالمكان يحل حلولا)، وليس هذا هو المعنى المراد إداريا، فالمعنى المراد هو جمع الحل، وهو المخرج من مشكلة، أو عقبة، أو عثرة، أو استشكال، أو إبهام.

وعندما نتحدث عن (تطوير حلول)، لأمر ما، فإن ذلك يعني أن لدينا مشكلة، أو معضلة، ولدينا أكثر من حل لهذه المشكلة، ولكنها غير كافية، وتحتاج هذه الحلول إلى تطوير، وأننا سنختار بعض هذه الحلول لتطويرها، لتؤدي المطلوب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.