قل: شاركته في قصتي.
ولا تقل: شاركته قصتي.
نقل الفعل بين حالة اللازم، وحالة التعدي، ليس ترفا، فهي عملية، تضبطها ضوابط وقواعد دقيقة.
فالفعل شارك ويشارك، فعل متعد إلى مفعول واحد، ولا يصح تعديته إلى مفعولين، وإنما يتعدى بعد المفعول به إلى جار ومجرور.
جاء في معاجم اللغة: اشترك الرجلان وتشاركا، وشارك أحدهما الآخر، ويشاركه في الغنيمة، وشاركت فلانا صرت شريكه، واشتركنا وتشاركنا في كذا، وشاركته في البيع والميراث.
قال الجعدي: وشاركنا قريشا في تقاها.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (الناس شركاء في ثلاث: الكلأ والماء والنار).
قال الله تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن اشترى سَرِقَةً، وهو يعلمُ أنها سَرِقَةٌ، فقد شارك في عارِها وإِثْمِها).
وجاء في حديث السائب بن أبي السائب، أنه كان يشارك النبي صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام، في التجارة، فلما كان يوم الفتح جاءه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مرحبًا بأخي وشريكي، كان لا يُدارِي ولا يُمارِي، يا سائبُ، قد كُنْتَ تعمَلُ أعمالًا في الجاهليَّةِ، لا تُقبَلُ منك، وهي اليومَ تُقبَلُ منك).
بقي أن نبين أن الفعل، ينقسم في اللغة العربية، باعتبار معناه، إلى متعدٍّ ولازمٍ، فالفعل اللازم، هو الفعل الذي لا يتعدّى أثره فاعله، ولا يحتاج إلى مفعول به، مثل: (سافر خالد)، أمّا الفعل المتعدي، فهو الفعل الذي يتعدّى أثرُهُ فاعلَه، إلى مفعولٍ به، مثل: (فتح طارق الأندلس).
أما أنواع الفعل المتعدي، فهي إمّا متعدٍّ إلى مفعولٍ واحدٍ، مثل: (شارك الرجل صاحبه في طعامه) وإمّا متعدٍّ إلى مفعولين، وذلك إذا كان من أفعال الظن واليقين والتحويل مثل: علمتُ الهدفَ محقّقًا، وإمّا من الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين، ليس أصلهما مبتدأ وخبر، مثل: ألبستُ الفقير قميصا، وإمّا متعدٍّ إلى ثلاثة مفاعيل مثل: أرى المعلم طالبه الدرسَ سهلاً.