يهدف إليه أم يرمي إليه

Albaaj105 نوفمبر 2024آخر تحديث :

لا تقل: الورشة تهدف إلى تطوير قدرات الموظفين.

وقل: الورشة ترمي إلى تطوير قدرات الموظفين.

في ظاهرهما تكاد تكون الجملتان متطابقين، مع ترجيح الهدف على الرمي – حسب ظننا – فيما نصبو إليه.

ولكن الحقيقة أن الهدف هو نتيجة الرمي، وليس الرمي ذاته، وما استحدثه العوام من (هدف إلى الشيء) بمعنى (جعله هدفا له) غير صحيح وغير فصيح، والصحيح رمى إلى النجاح، فهدف له، أي سعى واجتهد للوصول إلى النجاح فبلغه.

والهدف هو المشرف من الأرض، وإليه يُلجأ، ويقال لكل شيء دنا منك وانتصب لك واستقبلك: قد أهدف لك.

وهدف إلى الشيء أي قاربه، ودخل إليه، وليس اتجه إليه.

والإهداف هو الدنو وأهدف القوم أي قربوا، وكل شيء رأيته قد استقبلك استقبالا فهو مهدف ومستهدف، وقد استهدف أي انتصب ومن ذلك أخذ الهدف لانتصابه لمن يرميه.

ومما ورد في الأثر أن الزبير بن العوام وعمرو ابن العاص، رضي الله عنهما اجتمعا في الحجر، فقال الزبير: (أما والله لقد كنت أهدفت لي يوم بدر، ولكني استبقيتك لمثل هذا اليوم)، أي كنت هدفا سهلا لي، في معركة بدر، ولكنني تركتك أملا في إسلامك.

أما الرمي فهو محاولة الوصول للهدف، وهو المعنى المطلوب من: (الورشة ترمي إلى تطوير قدرات الموظفين).

قال الليث: رمى يرمي رميا فهو رام وفي التنزيل العزيز: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى}، ورمى الشيء رميا ورمى به ورمى عن القوس ورمى عليها، ولا يقال رمى بها.

وجاء في الحديث: (ليس وراء الله مرمى)، أي مقصد، تـُـرمى إليه الآمال، ويوجه نحوه الرجاء.

ورمى الرجل إذا سافر.

قال أبو منصور: (سمعت أعرابيا يقول لآخر: أين ترمي؟ فقال: أريد بلد كذا وكذا)، أراد بقوله: (أين ترمي) أي جهة تنوي؟

ورمى فلان فلانا بأمر قبيح، أي قذفه، ومنه قول الله عز وجل {والذين يرمون المحصنات}، وقوله: {والذين يرمون أزواجهم}، معناه القذف؛ و(رمى فلانٌ) إذا ظن ظنا غير مصيب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.