شجعه على الاجتهاد

Albaaj105 نوفمبر 2024آخر تحديث :

لا تقل: شجع المعلم طلابه للاجتهاد، أو شجع الاجتهاد.

وقل: شجع المعلم طلابه على الاجتهاد.

يأتي فعل شجع على أوجه مشهورة:

فيأتي الفعل مع الفاعل والمفعول به، ويكون بمعنى التحفيز، دون تعلقه بشيء محدد كقولنا: (يشجع المدرب اللاعبين).

ويأتي مقترنا بما يشجع عليه مثل: (يشجع المدرب اللاعبين على التدرب).

ويأتي مقترنا بما يشجع عليه مع الغاية مثل: (يشجع المدرب اللاعبين على التدرب ليفوزوا)، أو (حتى يفوزوا).

ويأتي مع الغاية دون أن يكون مقترنا بما يشجع عليه مثل: (يشجع المدرب اللاعبين ليفوزوا)، أو (حتى يفوزوا).

ولا يأتي مع ما يشجع عليه، مقترنا باللام بدل (على)، مثل: (يشجع المدرب اللاعبين للتدرب).

فالشجاعة تقتضي العلو والحمل والرفع، فلا يستقيم مع التشجيع، اقتران حرف التعليل (اللام) به، وإنما تتطلب الشجاعة، الاقتران بالحرف الذي يتناسب مع العلو والرفع، فجعل العرب حرف الجر: (على)، هو الحرف المقترن بالتشجيع، فقالوا مثل: (شجع فلان فلانا على كذا)، ولم يستسيغوا قول: (شجع فلان فلانا لكذا)، وإنما جعلوا اللام عند استخدامها للتعليل، مع تمام معنى التشجيع، فصح قولهم: (شجع فلان فلانا على كذا وكذا لينال كذا وكذا)، ولم يجعلوا حرف (اللام)، بديلا عن حرف (على).

جاء في حديث غزوة بدر: (وقد شجَّع اللهُ المسلِمينَ على لقاءِ عدوِّهم، وقلَّلهم في أعيُنِهم حتى طَمِعوا فيهم)، فاقترن حرف (على) بالفعل شجع، وجاء حرف الغاية: (حتى) مضيفا للمعنى بدل حرف: (اللام).

وقد جاء في معاجم اللغة: شجع بالضم شجاعة، اشتد عند البأس، والشجاعة شدة القلب في البأس، ورجل شجاع، والأشجع من الرجال مثل الشجاع، وتشجع الرجل أظهر ذلك من نفسه، وتكلفه وليس به، وشجعه جعله شجاعا، أو قوى قلبه، ويقال له: وشجعه على الأمر أقدمه.

بقي أن نذكر أن التشجيع، هو تحفيز للعاقل، أو ما في حكمه، بمنحه الشجاعة، لفعل أمر ما، فلا نقول: تشجيع استخدام المواصلات العامة، بل نقول: التشجيع على استخدام المواصلات العامة، أو تشجيع الناس، على استخدام المواصلات العامة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.