اللعب والأداء

Albaaj105 نوفمبر 2024آخر تحديث :

قل: تؤدي الخطةُ دوراً مهما في التنمية.

ولا تقل: تلعبُ الخطةُ دوراً مهما في التنمية.

حين نطلع على تعريف لفظة (اللعب) عند العرب، ندرك الخطأ الفادح، الذي نقع فيه، عندما نستخدم الفعل اللازم (لعب)، بدل الفعل المتعدي (أدى)، في معان جادة، بل ربما كبيرة القدر، لا تحتمل معنى اللعب.

فقد جاء في معاجم اللغة: (اللـُّعب واللـَّعب ضد الجد، لعب يلعب لُعبا ولـَعـِبا، ولعب وتلاعب وتلعب مرة بعد مرة).

ويقال لكل من عمل عملا، لا يجدي نفعا، إنما أنت لاعب.

وقد وردت لفظة اللعب، في كتاب الله، وسنة رسول الله، عشرات المرات، دالة على الذم، أو اللهو، ولم ترد بمعنى الجد والنجاح والإنجاز قط، كما استخدمها العرب للدلالة على اللهو.

وقد نفى الله عن نفسه صفة اللعب، تنزيها وتعظيما، فقد جاء في التنزيل: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ}.

كما جعل اللعب وصفا معاكسا للحق، فقال على لسان قوم إبراهيم مستنكرين: {قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ}.

كما ذم سبحانه وتعالى الدنيا، واصفا إياها باللعب واللهو، وهما صفتان معاكستان للجد والإنجاز فقال سبحانه: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}.

ووصف فعل الظالمين يوم القيامة باللعب فقال: {فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ}.

ومن ذلك وعيده: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ}.

وقرن الهزو باللعب، في مواضع كثيرة منها: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ}.

وفي حديث تميم والجساسة: (صادفنا البحر حين اغتلم، فلعب بنا الموج شهرا)، فسمى اضطراب الموج لعبا، عندما لم يسر بهم، إلى الوجه الذي أرادوه.

وفي الحديث النبوي الشريف: (لا يأخذن أحدكم متاع أخيه، لاعبا جادا)، أي يأخذه ولا يريد سرقته، ولكن يريد إدخال الهم والغيظ عليه، فهو لاعب في السرقة، جاد في الأذية.

وفي الحديث: (قدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهُم يومانِ يلعبونَ فيهِما).

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.