لا يغني حذر عن قدر

Albaaj104 نوفمبر 2024آخر تحديث :

جميل أن يؤمن الإنسان أن الخير والشر، قضاء وقدر من الله سبحانه وتعالى، وأن يحمد الله على ما يصيبه من خير، ويصبر على ما يصيبه من أذى.

وجميل أن يعتقد كل مخلوق، أن ما أصابه ما كان ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، ولا راد لقضاء الله، وكما قال الشاعر:

ما لا يكون فلا يكون بحيلة .. أبداً وما هو كائن سيكون.

سيكون ما هو كائن في وقته .. وأخو الجهالة متعب محزون.

ولكن ليس جميلا أبدا، ما يروج له بعض الفتية ممن يفهمون ظاهر النصوص، حسب الهوى ويلوون ذراعها، فتكون النصوص الشرعية ـ حسب زعمهم ـ سندهم الشرعي، لقتل أنفسهم محشورين بين المركبات المحطمة، قاتلين غيرهم معهم، بعدم التزامهم بقوانين السير والمرور، وأولها السكينة، بحجة أن الالتزام لا يرد القدر، والحافظ هو الله ـ سبحانه وتعالى علوا كبيرا.

سألني أحد هؤلاء الفتية ـ حماه الله ـ ظانا أنه حل اللغز وملك الدليل على حقه في التهور والطيش: هل نستطيع تغيير القدر؟ وإذا كان قدري أن أموت على شارع في وقت معين فهل التزامي سيحميني؟ وهل الملتزم سينجو من تهوري حين أصطدم به؟ زاعما أن الجاني والمجني عليه سيرحلان معا، ولم ينفع المجني عليه التزامه، وأنه لا يغني حذر عن قدر.

وبالمنطق نفسه سألته: إذا رحلتما معا .. فهل ستلقيان الله بالوجه نفسه؟ وهل سيلقى الله القاتل والمقتول بالمنزلة نفسها؟ وهل سيذكركما الناس بعد رحيلكما بالذكر نفسه؟ وهل ستكون تبعات رحيلكما على أهلكما بالمستوى نفسه؟ وإذا سلمتما من الموت، والتقى المصابان فأي الضميرين ينزف ألما؟ وبأي حديث يلقى الناس كلٌ منكما؟

حين لمست تجاوب ضميره معي، دللته على أمر هو أسمى من منطقه، يميزه عن غيره، وحدثته بتوجيه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءاً من النبوة) فهل لك أن تسلك سلوك الأنبياء؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.