في المجلس هو من أظرف الناس وأحسنهم خلقا.
إذا تحدثت إليه وجدته شابا لبيبا فصيحا عاقلا، وإذا تعرض لإحراج أو مضايقة من أحد، أظهر سعة صدر مذهلة، تفوق ـ أحيانا ـ حلم الشيوخ الذين عندهم تحت كل شعرة بيضاء حكمة وعبرة.
ولعل سر ذلك يكمن في أن له مؤدبا أحسن تأديبه، منذ كان يانعا وسقاه من منهل حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: {ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق}، ويا لصاحبنا من شاب أحسن توظيف هذا الحديث، وجلب الثناء لأهله ونفسه.
في موقف آخر رأيت ذاك الشاب ذاته يمتطي صهوة مركبته، ممتشقا مقود المركبة، ولا أدري أأضاع الحديث الذي كان يهديه أم نسيه، أم أن العيون التي تراه هنا لا تراه هناك، وأن لكل مقام مقالا، ولكل دولة رجالا.
بداية ظننت به سوءا ونفاقا وأنه ذو وجهين، ولكنني حين أمعنت في سجاياه وجدتها نقية صافية، ووجدته حالة غير نادرة، وهو من فئة فصلت بين حسن الخلق، الذي تذوقت حلاوته على يد آباء ومؤدبين أفاضل، وبين زهو في المركبة خلف المقود، تجرع ضلالته وفنونه من الشارع، وغير ذوي العقل والفهم، فكان ذا خلقين دون أن يدري.
رعاك الله
أليس امتثالك لضوابط ولي الأمر، من حسن الخلق؟
أليس حفاظك على سمعة والديك في الطريق، من حسن الخلق؟
أليس إيثارك الآخرين، وفسح المجال لهم بطيب خاطر، من حسن الخلق؟
أليس ضبط النفس، والرفق والحلم والأناة، في التعامل مع الآخرين، من حسن الخلق؟
هل أزيدك:
أتعلم أن لك أجرا عند الله، بكل التزام أو انضباط أو حركة أو سكنة أو امتثال لقوانين السير والمرور، إذا كنت تبتغي بها وجه الله، وأخلصت النية، سعيا لكي تكون ممن شملهم حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.