قلبان في جوف واحد

Albaaj1031 أكتوبر 2024آخر تحديث :

 

يقولون في الطرائف: (تستطيع المرأة، أن تنجز أكثر من عمل، في الوقت نفسه، كالتحدث بالهاتف، والإشراف على عمل المطبخ، ومتابعة الغسالة، وربما تضيف عليها إرضاع طفلها، ولا يستطيع الرجل، إلا أن ينجز عملا واحدا، في الوقت نفسه، وإلا ضيع العملين معا).

وقالوا في لطائف التفسير: إن الله سبحانه وتعالى قال: (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه)، ولم يقل لبشر أو لامرأة، لأنه سبحانه وتعالى، يعلم أن المرأة قد تحوي قلبين، في الوقت نفسه، أو ثلاثة، أو أكثر من ذلك، وذلك إذا حملت، ونبض قلب جنينها، أو جنيناها، بمعزل عن نبض قلبها الحاني.

ولكن علماء النفس، والاجتماع، والطب الحديث، نفوا أن تكون المرأة قادرة، على إتقان أكثر من عمل، في الوقت نفسه، وفسروا ما جاء في الطرائف، بقدرتها على توزيع جزيئات الوقت، وجزيئات الجهد، على أكثر من عمل، بشكل متتابع، لا مترافق، فتهتم قليلا بالوليد، حتى تطمئن إلى استقراره، فتتحول إلى طبختها، ثم إلى غسالتها، ولكن توزيع جهدها، هذا يقلل تركيزها، وهو ما يفسر بعض المصائب المنزلية، التي تقع، بوجود ربة المنزل المشتتة.

في الأعمال، التي تتطلب التركيز المتقن، منعا لحدوث ما لا تحمد عقباه، لا ذات القلبين، ولا الثلاثة، تستطيع أن توزع جزيئات جهدها، وتركيزها، ومنها قيادة المركبة، التي أصر المسؤولون، على جعل شعار قيادتها، في أحد أسابيع المرور: (لا تتصل حتى تصل)، ولم يشيروا إلى استخدام السماعة في الشعار، إدراكا منهم، أن المطلوب، هو الامتناع عن الاتصال، وليس الامتناع عن استخدام اليد فقط، لأن ضرر إشغال الذهن، باتصال مهم، أو حاد، أو مثير، يفوق أضعاف أضرار إشغال اليد، التي يمكنها أن تقذف الهاتف، عند الطوارئ، وتبادر لالتقاط المقود، ولكن يصعب على العقل أن يقذف الأفكار، والانشغال الذي ملأه، عند الطوارئ، بل ربما لا يدرك وقوع الطارئ نفسه، إلا بعد أن تهزه الصدمة، التي ربما لا يكون من الممكن، إصلاحها أبدا.

إن هذا الإشغال الفكري، لا يخص استخدام الهاتف المتحرك فقط، خلال قيادة المركبة، ولكنه يشمل كل أنواع الإشغال، مما يعطي السائق خصوصية، تـُوجب على مرافقيه، مراعاة عدم سلبه عقله، وتفكيره، وإلا حول أداة نقلهم، إلى أداة لقتلهم، وهم لا يشعرون.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.