ناصر الدين الألباني من الأئمة الكبار في السنَّة، وقد نفع الله به نفعًا عظيمًا في هذا الزمن، ولكنه كبقية علماء الحديث يؤخذ منه ويردُّ، وله منهج في نقد الأحاديث يخالف فيه غيره من أهل العلم، وهو يوافق أكثر المحدثين الكبار من المتأخرين، كالسيوطي، والسخاوي، وغيرهم.
ويؤخذ عليه تساهله في بعض أحكامه، كالتصحيح بمجموع الطرق، والتسامح في تحسين روايات بعض الضعفاء، ونحو ذلك.
كما يؤخذ عليه تشدده في بعض أحكامه، كتشدده في ردِّ روايات من وصف بالتدليس، وردِّ كل ما ثبت انقطاعه مطلقًا، ولو كانت القرائن احتفت به، فقد اغتفر بعض الأئمة علة الانقطاع لقوة القرائن، كمعرفة الواسطه عينًا أو حالًا، كرواية سعيد عن عمر، أو أبي عبيدة عن أبيه، ونحو ذلك.
والشيخ الألباني ليس مبتدعا في ذلك، فقد سبقه من أئمة إلى هذا الرأي.
شهادة بعض العلماء ورأيهم في الشيخ الألباني:
قال فيه الشيخ المحقق محب الدين الخطيب رحمه الله تعالى: “الشيخ الألباني من دعاة السنة، الذين وقفوا حياتهم على العمل لإحيائها”. وقال فيه الشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله تعالى: “الشيخ ناصر أعلم مني بعلوم الحديث، وأنا أحترمه لجدِّه ونشاطه وكثرة تصانيفه، وأنا أرجع إلى الشيخ ناصر في مسائل الحديث ولا أستنكف أن أسأله عنها، معترفا بفضله، وأنكر عليه إذا تفقه فخالف ما عليه الجمهور؛ لأنه ليس بفقيه”.
وقال فيه الشيخ الدكتور محمد بن لطفي الصباغ رحمه الله تعالى: “أعظم محدث في هذا العصر؛ وقف حياته على خدمة السنة المطهرة تعليما وتأليفا وتخريجا وتحقيقا”.
وقال فيه العلامة الداعية محمد الغزالي رحمه الله تعالى: “وللرجل من رسوخ قدمه في السنة ما يعطيه هذا الحق”.
ووصفه كل من الشيخ الفقيه د. عبد الكريم زيدان بـ: “محدث الشام ومحدث العصر”.
ونعته الشيخ محمد الحسن ولد الددو بأنه “إمام في التخريج”.
وكان العلاَّمة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، يجلُّه إجلالاً غريباً، حتى إذا رآه مارَّاً، وهو في درسه في الحرم المدني يقطع درسه قائماً، ومسلِّماً عليه.
العلامة المحدث عبد القادر الأرناووط، قد كتب له في رسالة بخطه: “فضيلة الأستاذ المحدث الكبير، أنت أستاذنا في أعظم مادة؛ في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
وقال العلامة المحقق شعيب الأرنووط: “أشهد أن الشيخ ناصر الدين الألباني طلب علم الحديث لله”.
حتى أن أستاذ العربية في دمشق، أحمد راتب النفاخ قال: “يكفي الشيخ الألباني فضلاً وشرفاً، أنه رفع الإثم عن الأمة كلها في قيامه بهذا الواجب الكفائي، في نشر علم الحديث وإحيائه وبيان ما صح منه وما لم يصح”.
وقال الكاتب موفق شيخ محمد: “والمتتبع لجهود الشيخ، يعلم أن حديث رسول الله قد اختلط بلحم الشيخ ودمه وعظمه، وهو يستظهر آلاف الروايات، يعرفها ويعرف حملتها”.
وقد درَس الشيخ الألباني علم المصطلح ودرَّسه في الجامعة الإسلامية، في المدينة المنورة، وتخرَّج فيها من الطلاب من صاروا علماء في الحديث في بلدانهم.