لا تقل: الرأس المفكرة والرأس الكبيرة.
وقل: الرأس المفكر والرأس الكبير.
تذكير المفردات وتأنيثها، فن يتقنه كل عربي حسن السليقة، بناء على ما استقر في عقله، من قواعد اللغة واستخداماتها، وقياساتها وسماعها.
وكان اللحن في التذكير والتأنيث، مؤشرا واضحا على عدم عروبة المتحدث، وعلى غرابة اللغة عنه، وغرابته عنها، ودليلا على أنه غريب اللسان والنسب.
ومع انتشار الغزو الثقافي، واضمحلال اهتمام الكثيرين بلغة آبائهم وأجدادهم، وتغليب لغة الفرنج، وهجران القرآن والسنة، أصبح الأصيل ابن الأصيل، يقع في أخطاء لغوية، كانت تعد في يوم من الأيام من الكبائر، خاصة عند تأنيث اللفظ المذكر، الذي لا يحتمل التأنيث، وتذكير اللفظ المؤنث الذي لا يحتمل التذكير.
وكلمة الرأس، من الألفاظ التي التبس على كثير من الناس جنسها، فراح بعضهم يؤنثونها، وبعضهم يجيز تذكيرها وتأنيثها، والحقيقة أن لفظة (الرأس)، مذكرة لا تقبل التأنيث أبدا، لا قياسا ولا سماعا.
جاء في معجم (تاج العروس): (أجمعوا على أن الرأس مذكر)، ولم ترد لفظة رأس في القرآن، ولا في السنة، ولا في كلام العرب بالتأنيث، ومن طرائف ما ورد في الأثر: (العَرَبَ لاَ يُؤنِّثُونَ الرَّأْسَ وَلاَ يُرَئِّسُونَ الأُنْثَى).
ورأس كل شيء أعلاه، والجمع في القلة أرؤس، ورؤوس للكثرة، وفحل أرأس، فحل ضخم الرأس، والأنثى رأساء، وشاة رأساء مسودة الرأس، والرئيس سيد القوم، والجمع رؤساء.
قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي}، وقال: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}.
ومن المذكرات من أعضاء جسم الإنسان في الرأس: الجَبين، والثَّغْرُ، والفَمُ، والشَّعْرُ، والمَنْخَر، والأَنْفُ، واللِّسانَ، والنّابُ، والضِّرْسَ، والنّاجِذُ: وَهُوَ النّابُ أَوِ الضِّرْسُ، والذَّقْنُ، والجَفْنُ، و المَحْجِرُ وهو ما أَحاطَ بِالْعَينِ، وَيُجْمَعُ عَلَى مَحاجِر، واليافُوخُ وَهو مُقَدَّمُ الرَّأْسِ، والْجَمْعُ يَآفيخُ، والصدغ.
أما أشهر ما يؤنَّث من أعضاء جسم الإنسان في الرأس فالأُذُنُ، والعَينُ، والسِّنُّ، والشعرة.