رجلٌ شيـَّقٌ وكتابٌ شائق
اعتاد الناس – خطأ – وصف الشيء المبهج الجذاب، بأنه (شيق)، بدل (شائق).
والشوق هو تعلق شيء بشيء، وهو نزاع النفس إلى الشيء.
وأصل معنى (ش . ا . ق): الشد والجذب، ثم الامتداد والوصول، ثم التوقف.
وشاق الطنب إلى الوتد، أي جذبه، ثم شده على امتداد، ثم أوثقه، فتوقف عند ذلك.
وشاقه شوقا، أي جذب شوقه، وشوقنى هاجني، وشاقني حسنها، أي هيج شوقي.
فالشائق هو الوصف الصحيح لما يثير الإعحاب، ويصاغ على وزن مفعـِّل أيضا فيكون (مشوِّقا)، لأن العرب إذا أرادت الدلالة على الحدوث والتجدد، عبرت عنه باسم الفاعل أو المفعول، كشائق ومشوْق.
جاء في كتاب الروضتين: (وأنشأ فلان معنى شائقا)، وقال العماد الأصفهاني: (هي أبيات شائقة)، وقال أبو الحسن الخزرجي: (وأشعاره كثيرة رائقة، ومعانيه بديعة شائقة)، ويكون الشخص المتأثر بهذا (الشوق)، مشوَّقا على وزن (مفعول)، واشتقت منه كلمة مشتاق، على وزن مفتعل.
وفي المصباح المنير: (شاقني الشيء شوقا)، فهو شائق، وأنا مشوق، أو مشتاق، (واشتقت إليه، فأنا مشتاق وشيق).
فما الشيـِّق إذن؟ الشيق على وزن: (الفيعل)، صفة مشبهة باسم الفاعل، تستخدم للدلالة على ثبوتها ودوامها لصاحبها، كالميت، واللين، والجيد، وغيرها، وتصاغ تلك الصفة من الفعل اللازم مثل طاب: (طيب)، والمتعدي المعتل العين، مثل ساد: (سيد)، وشاق: (شيق)، والشيق هو المتلبس والممتلئ بالشوق، ويدل بشكل واضح على صفة ثابتة لا حادثة طارئة، ولا تصح – هنا – أن تكون وصفا للجمادات، لما تحمله من عاطفة عابرة وتفاعل.
جاء في أساس البلاغة للزمخشري: (وبلغت مني الأشواق، وما أشوقني إليك، وقلب شيق).
قال أبو الطيب المتنبي:
ما لاح برق أو ترنم طائر /// إلا انثنيت ولي فؤاد شيق.
ومن أجاز استخدام الوصف (شيق)، بدل كلمة (شائق)، فقد خالف ما استقر عليه لسان العرب، وفهمهم وفصاحتهم، ونسب لغير الحي، من الصفات، ما لا تصح نسبته، إلا للحي.