لا تقل: كن على حق واعرف حقوقك كمستهلك. وقــل: كن على حق واعرف حقوقك مستهلكا.

Albaaj1028 أكتوبر 2024آخر تحديث :

أنت موظف أم كموظف؟

أنت موظف أم كموظف؟ طبيب أم كطبيب؟ مواطن أم كمواطن؟

علوم النحو والصرف والإعراب في اللغة العربية، من أكثر الضوابط، التي تساعد متقنها، على اختيار ألفاظه، ووضعها في مواضعها المناسبة، وتجنب استخدام أحرف، أو كلمات، أو عبارات، تؤدي معنى مخالفا للمعنى الذي أراده.

فكثير من الأخطاء اللغوية الشائعة، وغير الشائعة، يتجنبها الكاتب حين يـُخضع كلامه للإعراب والنحو، لأنه يكتشف من خلال الإعراب الخلل والعوار، الذي أصاب قوله فحرفه إلى معنى آخر، أو جعله ركيكا.

وقد درج الناس عوامَ ومثقفين على استخدام حرف التشبيه (الكاف) للتعريف بصفاتهم، عند الحديث عن أمر مرتبط بتلك الصفة، فيقول الطبيب: (أنا كطبيب أنصح بالعلاج الآتي)، يريد أن يعلم المستمع أن قوله هذا نابع من كونه طبيبا، وليس منه هو مجردا.

ويقول آخر: (أنا كمواطن أحرص على سلامة وطني)، يريد أن يقول: (أنا مواطنا أحرص على سلامة وطني)، ويقول آخر: (أنا كموظف أعرف واجباتي الوظيفية)، وكان ينبغي أن يقول: (أنا موظفا أعرف واجباتي الوظيفية)، لأن معنى الجملة الأولى باستخدام حرف الكاف، أنه ليس طبيبا، وإنما يشبه الطبيب، كأن يكون ممرضا، والآخر ليس موظفا، وإنما يشبه الموظف كأن يكون متطوعا.

فحرف الكاف للتشبيه، والتمثيل، ويقع اسما (عند بعضهم)، إذا كان بمعنى مثل: (ما قتل الأحرارَ كـالعفو عنهم)، فالكاف فاعل لقتل، وتقع مفعولا به مثل: (ولم أر كـالمعروف)، ومن معانيها التشبيه مثل: (زيد كـالأسد).

والصحيح عندما يتحدث المتحدث، مستحضرا صفة من صفاته، أن يجعلها حالا، وليس مشبها به كقول الله تعالى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً}، أي وهو كهل، ولم يقل: (ككهل)، وقال: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ}، ولم يقل: (كنبي).

وبالمقابل استخدم القرآن حرف التشبيه: (الكاف) لتشبيه شيء بآخر، وليس للدلالة على ذاته، أو إحدى صفاته كقوله تعالى: {فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ}، فهي كالأعلام، وليست أعلاما، وقوله: {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ}، فهو كالفخار، وليس فخارا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.