الإبهام في تعريف الأعلام
من المسلمات التي يعرفها أهل العلم، والمتخصصون بفنون اللغة والأدب، أن الإعلاميين، ووسائل إعلامهم، لا يصلحون حجة في اللغة، ولا مرجعا يمكن الاستناد إليه.
ومن المصائب المسلم بها أيضا، أنه أصبح ما اعتادوه من أخطاء ونكبات لغوية، منهجا وحجة لدى العوام وبعض المثقفين، بل أصبحت أخطاؤهم هي اللغة السائدة المعتمدة، في المستندات الرسمية، والألقاب، والمسميات الوظيفية.
ومن تلك الأخطاء التي تدل على عدم معرفة حق علم الإعراب والنحو، في ضبط الكلام، الإبهام في تعريف الأعلام، فيذكرون علما باسمه، ثم يعرفونه بصفة من صفاته، مجردة من التعريف كقولهم: (قال فلان الفلاني طبيب)، فالوصف للعلم إذا جاء نعتا، أو عطف بيان، وجب أن يكون معرفة، ليتوافق مع الموصوف.
وإذا نجح أحدهم في اجتياز العثرة الأولى، وعرَّف الصفة بالإضافة، جعلها إضافة غير محضة فيقول: (قال فلان الفلاني طبيب أطفال)، والفصيح هو أن يقول: (قال فلان الفلاني طبيب الأطفال)، لتكون الصفة: (طبيب الأطفال) متوافقة مع الموصوف العلم.
ومن أخطائهم في المناصب العسكرية أيضا، بعد الإقرار بأن فلانا من الناس ملازم، أو وكيل، قولهم: حضر فلان ملازم أو وكيل، والصحيح أن نقول: حضر فلان الملازم أو الوكيل.
ومن آثار الإبهام في تعريف الأعلام الفادحة، صرف الكلام إلى غير معناه، فينكرون الصفة، حين يقدمونها على الموصوف، فيصبح الموصوف مضافا إليه، أضيفت له الصفة فيقولون: قال مستشار فلان، فيكون المستشار شخصا آخر منسوبا إلى فلان، وإنما كان يجب أن يقولوا: (قال: المستشار فلان).
وعندما يكون لدينا شخص بمنصب مدير إدارة، فإنه صفته التي تتبع اسمه أو تسبقه تكون (مدير الإدارة) أو (مدير إدارة كذا)، ولا يصح أن يكون مدير إدارة فقط، وإذا أصبح تنفيذيا، يصبح منصبه اللاحق لاسمه، أو السابق له (مدير الإدارة التنفيذي)، أو (المدير التنفيذي للإدارة)، ولا يصح أن نقول: (حضر فلان الفلاني، مدير إدارة تنفيذي إدارة كذا، أو مدير تنفيذي إدارة كذا).