لا تقل: الكأس العالمي. وقــل: الكأس العالمية.

Albaaj1028 أكتوبر 2024آخر تحديث :

الكأس العالمية

من أجمل خصائص لغة العرب: (لغة القرآن)، أنها تفرق في ألفاظها بين التذكير والتأنيث، سواء على المستوى الحقيقي، أو على المستوى المجازي.

ومن أجمل خصائصها أيضا، أن الأسماء المجازية فيها، تحتمل حالات عدة، فمنها المذكر الذي لا يقبل التأنيث، ومنها المؤنث الذي لا يقبل التذكير، ومنها الذي يذكر في استخدام، ويؤنث في استخدام آخر، ومنها ما يقبل الوجهين عموما، ومنها ما يقبل الوجهين، ولكن التذكير فيه يكون أبلغ، ومنها ما يقبل الوجهين، ولكن التأنيث فيها يكون أبلغ.

أما الكأس فهي من الألفاظ، التي أجمعت معاجم اللغة القديمة، واستخدامات العرب فيها، وفقهاء اللغة بعد ذلك، على تأنيثها، وقد وافق ذلك ما ورد في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة.

وقد وردت كلمة الكأس مفردة في القرآن الكريم، ولم ترد مذكرة قط، ومنها قول الله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا}.

كما لم ترد الكأس في الحديث النبوي ولا في كلام العرب مذكرة قط.

قال ابن السكيت: (والكأس مؤنثة).

وأنشد الأصمعي لأمية بن أبي الصلت:

من لم يمت عبطة يمت هرما ///  للموت كأس والمرء ذائقها

وعبطة أي شابا.

وجاء في معاجم اللغة: الكأس الزجاجة ما دام فيها شراب، فإن لم يكن فيها شراب فهي قدح، وقال أبو حاتم: الكأس الشراب بعينه، وهو قول الأصمعي، وكذلك كان الأصمعي ينكر رواية من روى بيت أمية للموت كأس، وكان يرويه الموت كأس، وكان أبو علي الفارسي يقول: هذا الذي أنكره الأصمعي غير منكر.

وأنشد أبو حنيفة للأعشى:

وكأس كعين الديك باكرت نحوها /// بفتيان صدق والنواقيس تضرب

وجاء في كتابي المذكر والمؤنث للفراء والتستري، وفي معاجم تاج العروس والقاموس المحيط: (الكأس مؤنث كالفأس)، ولا يعتد برأي من ذكرها من المتأخرين، سواء أكانوا من الإعلاميين، أو اللغويين الذين تأثروا بأخطاء الإعلاميين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.