زاوية البعاج من موسوعة الاثار في سوريا

admin24 أكتوبر 2024آخر تحديث :

زاوية البعاج موسوعة الاثار في سوريا

تقع زاوية البعاج في محلة الطبلة في مدينة حلب، وقد بناها الشيخ عمر بن أحمد الوفائي، (لذلك سميت بالوفائية) الشهير بالبعاج، المتوفى سنة 946ه/1539م، وهو خليفة شيخ الطائفة السعدية الجباوية بحلب (لذلك سميت بالسعدية). ويبدو أن عمارة هذه الزاوية قد أُهملت وأشرفت على الخراب فرممها المتولي عليها محمد هاشم بن عبد الوهاب الوفائي المتصل نسبه بالشيخ عمر البعاج، وقد كتب على لوحة في الواجهة القبلية مما يلي الصحن ما يأتي:
(عمر هذه الزاوية والمسجد في داخلها أحد علماء القرن التاسع قطب العارفين الحسيب النسيب الشيخ عمر الوفائي الحسيني الشهير بالبعاج المدفون هو وابنه الفاضل محمد شمس الدين في حرمهما، كما إن مرقد حفيديه الشيخ أبو الوفا والشيخ أحمد في سماويهما).

وجاءت ترجمة الجميع في كتاب در الحبب لابن الحنبلي وكتاب معادن الذهب للشيخ وفا العرضي.

وتعود الزاوية إلى أوائل العصر العثماني على الأرجح، وتنسبها بعض المراجع إلى نهاية الفترة المملوكية.
بني الجزء الداخلي من غرفة الإمام شمال – شرق الصحن عام 1950م، وبنيت المطاهر شمال – غرب الصحن عام 1975م.
وقد جاء وصفها في سجلات مديرية الأوقاف كما يلي: (هي جامع مؤلف من محلين للعبادة، ومحل للسكن، وفسحة سماوية وبئر ماء وبركة ماء).

يتكون المسقط الأفقي من مدخل موجه شمالاً، وهو بوابة قليلة العمق على طرفيها مكسلتان (جلستان) صغيرتان يسقفها قبو متطاول تؤدي إلى موزع يتوصل منه غرباً إلى ميضأة ثم مطاهر سقفت جميعها لاحقاً بسقف مستوٍ بيتوني، وشرقاً إلى غرفة الشيخ، وجنوباً إلى باحة مستطيلة في شرقيها مصطبة شماليها القبران المذكوران، ولا وجود للبركة التي ذكرتها المراجع، ويحد الباحة (الصحن) من الجنوب قبلية تتصل بالمدفن من شرقيها وبالميضأة من غربيها.

والقبلية مستطيلة مقسمة ثلاثة أقسام، يأخذ القسم الأول بدءاً من الغرب شكلاً شبه متصالب يسقفه قبو متقاطع، ويضم جداره الجنوبي في الأعلى لوحة حجرية داكنة كتب فيها نص مكون من ثلاثة سطور يتضمن حديثاً نبوياً شريفاً:
1- قال عليه السلام 2- «عجلوا بالصلاة قبل الفوت 3 – وبالتوبة قبل الموت».
ويسقف القسم الأوسط قبو متقاطع يتطاول شمالاً باتجاه المدخل، ويضم الجدار الجنوبي محراباً بني منذ فترة قريبة أمام المحراب الأصلي، وهو قليل العمق تتقدمه قوس مدببة كتب فوقها ثلاثة أسطر تتضمن آيتين كريمتين:
1- (في الوسط) بسم الله الرحمن الرحيم 2- «فلنولينك قبلة ترضاها» 3- «كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً».
وفوق المحراب قوس كبيرة مفصصة ثلاثية دهنت بالأبلق (الأبيض والأسود)، وعلى طرفيها تجويفان عميقان يستخدمان خزانتين، وهناك أمام الجدار الشمالي عتبة طويلة تمتد أمام باب الدخول للقبلية والنافذتين على طرفيه.

ويضم القسم الثالث الضريح ويسقفه قبو متطاول، ويفصله عن القسم الأوسط حاجز خشبي مفرغ (شعرية) في وسطه باب خشبي تعلوه برامق خشبية.

وللمبنى واجهتان خارجيتان؛ تتألف الشمالية منهما من مدخل، وهو بوابة قليلة العمق ضمن إطار بارز قليلاً يعلوه إفريز بسيط، وعلى طرفي البوابة مكسلتان صغيرتان، وتتقدم البوابة قوس مدببة مبطنة، وهي تضم باباً مستطيلاً تعلوه نجفة (عتب) مستقيمة فوقها لوحة كتب عليها: «مسجد الشيخ عمر الوفائي الملقب بالبعاج»، يعلوها حفر على شكل تاج تعلوه نجمة سداسية.

وفي أقصى الطرف الشرقي من الجدار وأسفله لوحة تضم نصاً لا تمكن قراءته، أما بقية الواجهة فتكسوها رشة اسمنتية (تيرولية) حديثة.

أما الواجهة الشرقية فأغلبها صماء، وتضم للجنوب نافذتين مستطيلتين تعلوهما لوحة رخامية كتب عليها:
1«- بسم الله الرحمن الرحيم 2- الفاتحة 3- هنا ضريحا العارفين بالله عمر [وفائي] [المكنا] بالبعاج 4- وابنه العارف بالله الشيخ شمس الدين [وفائي]».
وأما الواجهات الداخلية فأهمها واجهة القبلية، وهي تضم بدءاً من الغرب نافذتين تعلوهما نافذة في الوسط، وتعلو كلاً منها قوس مجزوءة، ثم محراب قليل العمق تعلوه قوس مجزوءة فوقها نص مكون من ثلاثة أسطر يتضمن آية من القرآن الكريم:
1- بسم الله الرحمن الرحيم 2- «إنما يعمر مساجد الله 3- من آمن بالله واليوم الآخر».
يلي المحراب نافذة فوقها النص (السابق ذكره)، ثم باب تعلوه قوس مجزوءة لها مفتاح بارز ومزخرف بزخارف نباتية، وتليها نافذة أخرى تطل على المصطبة.

مراجع للاستزادة:
– محمد راغب الطباخ، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء (حلب 1988م).
– لمياء جاسر، دور المتصوفة في مدينة حلب (حلب 2008م).
– كامل الغزي البالي الحلبي، نهر الذهب في تاريخ مملكة حلب (حلب 1991م).
– عبد الرحمن الأويسي، نخبة من أعلام حلب الشهباء من أنبياء وعلماء وأولياء (حلب 2003م).

موسوعة الآثار في سوريا

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.