هــذا الــذي تـعـرف الـبـطحاء وطـأته

Albaaj1019 أكتوبر 2024آخر تحديث :

كان الشاعر الفرزدق من حاشية هشام بن عبد الملك، في عهد حكم أبيه عبد الملك بن مروان، وكان هشام زائرا مكة معتمرا، فأراد أن يصل إلى الحجر الأسود ليقبله، فلم يتمكن فنصبوا له منبرا بعيدا جلس عليه حتى يقل الازدحام، فدخل رجل إلى المسجد الحرام، فلما رآه الناس أكبروه، وفسحوا له الطريق، حتى وصل إلى الحجر فقبله، ومضى في طوافه، فغضب هشام وسأل مستنكرا: من هذا؟ وهو يعرفه لكنه أراد أن يقلل من قدره، فرد عليه الفرزق يمدح هذا الداخل، وهو علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب وقال:

يا سائلي أين حل الجـود والكـرم       عنـدي بيـان إذا طلابـه قدمـوا

هــذا الــذي تـعـرف الـبـطحاء وطـأته     والــبـيـت يـعـرِفُـه والــحـلُ والــحـرمُ
هـــذا ابـــن خــيـر عِــبـاد الله كـلـهـم      هــذا الـتـقي الـنـقي الـطـاهر الـعلمُ

هــذا ابــن فـاطـمةٍ إن كـنـت جـاهله    بـجــدّه أنــبــيـاء الله قـــــد خــتــمـوا
ولــيـس قـولـك مــن هــذا بـضـائره   الـعُـرب تـعـرف مــن أنـكرت والـعجم
مــا قــال : لا قــطٌ إلا فـــــي تــشــهـدهُ   لــــولا الـتـشـهـد كــانــت لاءه نــعــم
إذا رأتـــــه قـــريــش قــــال قـائـلـهـا   إلـــى مــكـارم هـــذا يـنـتهي الـكـرم
يُـغـضي حـيـاءً ويـغضى مـن مـهابتهِ   فـــــلا يُــكّــلَـمُ الإ حـــيــن يــبـتـسـم
مــــن يـشـكـر الله يـشـكـر أوّلــيّـة ذا   فـالـدين مــن بـيـت هــذا نـالهُ الأُمـم
يـنشق ثـوب الـدجى عـن نـور غـرّته   كالشمس تنجاب عن إشراقها الظُلم
مــن مـعـشرٍ حـبـهم ديــن ٌوبـغضهمُ   كــفــر وقـربـهـمُ مـنـجـى ومـعـتـصمُ
مـــقــدمٌ بــعــد ذكــــر الله ذكــرهــم   فــي كــل بــدء ومـخـتوم بــه الـكـلمُ
إن عــد أهــلُ الـتـقى كـانـوا أئـمـتهم   أو قـيل مـن خير أهل الأرض قيل همُ
يُـسـتـدفعُ الــشـر والـبـلـوى بـحـبهم   ويـسـتـربُّ بـــه الأحــسـان والـنـعـم

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.