هذا القول من الأمثال والحكم النبوية، لأنه صدر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقصته أن وفدا من قبيلة عربية جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يضم عمرو بن الأهتم والزبرقان بن بدر وغيرهم، فسأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عمرا عن الزبرقان فقال له مادحا: مطاع في أدانيه شديد العارضة، مانع لما وراء ظهره، فشعر الزبرقان أنه لم يعطه حقه، فقال: يا رسول الله إنه يعلم مني أكثر مما ذكر ولكنه حسدني، فعاد عمرو ليذمه، ولكن في صفات أخرى غير التي مدحه بها وقال: أما والله إنه لزمر المروءة، ضيق العطن، أحمق الوالد، لئيم الخال، ثم قال: والله يا رسول الله ما كذبت في الأولى، ولقد صدقت في الأخرى، ولكنني رجل رضيت فقلت أحسن ما علمت، وسخطت فقلت أقبح ما وجدت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من البيان لسحرا) فذهبت مثلا لقدرة البيان والقول البليغ على تسليط الضوء على الحسنات والسيئات بالقوة نفسها.