قال أحدهم لبشار بن برد: إنك تجيء بالشيء الهجين المتفاوت.
أجاب: وما ذاك؟
قال: بينما تقول شعراً تثير به النقع وتخلع به القلوب، مثل قولك:
إذا ما غضبنا غضبةً مُضرية هتكنا حجاب الشمس أو تمطرُ الدما
إذا ما أعرنا سيداّ من قبيلة ذرى منبر صلى علينا وسلًما
ثم تقول:
ربابُّ ربّة البيت تصبً الخلّ في الزيت
لها عشرُ دجاجات وديك حسن الصوت
فقال بشار: لكل وجه موضع. فالقول الأول جدّ، والثاني قلته في ربابة (جاريتي)، وأنا لا آكل البيض من السوق، وربابة هذه لها عشر دجاجات وديك، فهي تجمع لي البيض وتحفظه عندها. فهذا عندها أحسن من ( قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل).