لا تقل: تحتفل المؤسسات بالأعياد الفضي والذهبي والماسي.
وقــل: تحتفل المؤسسات بالأعياد الفضي والذهبي والألماسي.
الماس والألماس، لفظان يتشابهان في اللفظ، يفترقان في المعنى.
فكلمة (ماس)، اسم فاعل من الفعل: (مس)، وحين نـُعـَرِّفـُهـَا بالألف واللام تصبح: (الماس)، وهي ترمز إلى الخفة والسرعة، في الحركة، والإشارة.
والمس هو اللمس بخفة أو بخفاء، ورجل ماس أي خفيف طياش، وتطلق كلمة (ماس)، على من يصيب الإنس بالمس، من الجن، أو المس من الكهرباء، ولا علاقة لكلمة (ماس)، بلا ألف مهموزة ولام، بالجوهر الثمين إطلاقا.
قال الله تعالى في محكم التنزيل: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ}، فالماس في هذه الآية هو الشيطان، ولو صار مصطلحا، مستقلا عن الصفة، لأصبح لفظ ماسي بمعنى شيطاني، والماسي بمعنى الشيطاني، حيث تعارف الناس على إطلاق اسم المفعول: (ممسوس)، على من مسه الجن أو الشيطان بأذى، فيصبح الممسوس مصطلحا مستقلا، وليس صفة تحتاج إلى موصوف، فلا نقول فلان رجل ممسوس، بل نقول فلان ممسوس، ويصبح الماس مصطلحا مستقلا، لا يحتاج إلى صفة وهو الجني أو الشيطان.
وجاء في الحديث: (ما يجِدُ الشهيدُ من مَسِّ القتْلِ، إلَّا كَما يجدُ أحدُكمْ من مسِّ القرْصةِ).
أما كلمة (ألماس) بالهمزة واللام، وتعريفها بالألف واللام: (الألماس)، فهي كلمة مشتقة من اليونانية، ومعربة، فالألماس معرب كلمة (أذماس) اليونانية، وقد حرفوها عند التعريب بقلب الذال، إلى اللام لتقارب صورتها ومخارجها وتناغمها عند اللفظ، وهو حجر كربوني كريم، وهو غالي الثمن، ومن أغلى وأعظم أنواع الجواهر.
عـُرف الألماس منذ القدم بوصفه أحد الأحجار ذات القيمة التجارية، وازدادت شعبيته في القرن التاسع عشر، مع ازدياد الإنتاج العالمي، وتحسن الطرق التجارية في أرجاء العالم، ودخول الطرق العلمية في القطع والصقل، والاحتكار العالمي لتلك السلعة، من قبل بعض الشركات.
وللألماس قيمة مهمة في صناعة الحلي، إضافة إلى استعمالات صناعية أخرى، مثل استخدام الألماس على رأس أنابيب حفر الآبار العميقة، كالماء والبترول والغاز الطبيعي، إضافة إلى استخداماته في الأجهزة الإلكترونية، والأجهزة الطبية، والمعدات الصناعية، وقص الزجاج وغيرها.