لا تقل: يوم الإثنين، ولا يوم الأثنين.
وقــل: يوم الاثنين.
لا خلاف بين علماء اللغة جميعا، أن همزة مثنى الواحد والواحدة، وهو الاثنان، والاثنتان، همزة وصل، لا تكتب في الكلمة أبدا، وتجر الكلمتان وتنصبان، على الاثنين والاثنتين.
والقاعدة تقول: إن همزة (اثنين)، همزة وصل لا همزة قطع، وهو من الأسماء العشرة المستثناة، من القاعدة التي تقول: إن جميع الأسماء همزاتها قطع، إلا عشرة أسماء، منها اثنان فتقول: (جاء الاثنان، ومررت بالاثنين، وقابلت الاثنين(، وبقية الأسماء العشرة هي: (اسم وابن، وابنة، وابنم، وامرؤ، وامرأة، واست، “والمثنى من هذه الأسماء السبعة”، وايمن الله: ايم الله).
وقد جاءت هذه الألفاظ خاضعة للقاعدة ـ لفظا وكتابة ـ في كتاب الله: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ}.
كما جاء الحديث النبوي موافقا للقاعدة: (لا يَقضِيَنَّ حَكَمٌ بينَ اثنينِ وهو غَضبانُ).
أما اسم العلم (الاثنين)، وهو ثاني أيام الأسبوع، بعد السبت، ومستمد من معناه، كناية عن التثنية، فقد نقله بعض المتأخرين من حالة همزة الوصل، إلى حالة همزة القطع، وكتبوه بالهمزة: (الإثنين)، وهذا وهم مخالف لقواعد اللغة العربية، التي استقرت على مر العصور، ولا يعتد بالاجتهاد الذي صدر عن بعضهم، بأن نقل الاسم إلى العلمية اقتضى تبديل حاله ـ من ناحية همزتي الوصل والقطع ـ وتغيير كتابته، فهذا الاسم ليس علما مستحدثا، بل هو قديم قدم اللغة، ولم يحدث به الأولون هذا التغيير، ولا أقروه، ولا تنطبق عليه قاعدة: تغيير الكتابة عند نقل الكلمة، من الفعل إلى الاسم.
وقد ذكر سيبويه أن النقل من اسم إلى اسم، لا يقطع همزة الوصل؛ بخلاف النقل من الفعل إلى الاسم : اخرج = يا أُخرُج .
وحتى لو استخدمنا فعلا مقطوع الهمزة اسما، كان قد نقله السابقون، ولم يبدلوه، فسوف يكون بالوصل أيضا، لأن مسألة النقل من اسم إلى فعل، إنما هي فيما نقلناه نحن، لا فيما استعمله العرب منقولا، فإذا استعمله العرب، ولم يبدلوا فيه، فإننا نتوقف عند استعمالهم.